إذ لم ينزل الله دينا عنصريا لناس دون ناس. ولكن دوافع هؤلاء الحقيقية هي دوافع مصلحية ، وعصبية ، ولذلك يتلبسون بالدين عمدا.
[٧٦] وقد رأينا كيف ان الله يمدح طائفة من اليهود ، لأنهم يؤدون الأمانة ، ان ذلك دليل بسيط على ان رسالة السماء لا تعترف بالعنصرية أبدا ، والقيمة الوحيدة عندها هي العمل الصالح.
(بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)
سواء كان ذلك العهد ، هو المال كما في الآية السابقة ، أو كان العلم الذي حمله إياه الله لكي ينشره بين الناس ، ولكن العصبيّة الجاهلية العمياء ، هي التي أملت على اليهود مخالفة الهدى من ربهم لمجرد انه أنزله على العرب ، والواقع إنّ هذه العصبية انتهت بهم الى عنصرية عمياء ، فاذا بهم تجدهم يخونون أمانات الناس ـ مثلا ـ من دون اي حرج ، بزعمهم أنهم يحاسبون على الذنوب التي يرتكبونها في حق الأميين.