(أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ)
وليس يختص بفضل الله بنو إسرائيل ، لان الله الذي خلق بني إسرائيل ، وتفضل عليهم برسالته ، هو الذي خلق العرب. والخلق امامه سواء ، وانما خصهم الآن بالرسالة لما علمه من كفاءات حملها فيهم.
(وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ).
ولأنه واسع لا يخصص فضله لجماعة دون اخرى ، ولأنه عليم يجعل في كل فترة رسالته في موقع معين ، تبعا للحكمة البالغة والمصلحة العامة.
[٧٤] (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
[٧٥] لذلك نجد ان الله يختار اليهود تارة ، والعرب تارة. وبالطبع ان هذه العنصرية لم تكن جزءا من رسالتهم السماوية ، بدليل ان بعضهم ـ وهم المتمسكون جيدا برسالتهم ـ كانوا يؤدون الأمانة ، حتى القنطار من الذهب.
(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً)
وتطالبه به بقوة حتى تستلم أمانتك منه ، ولكن لماذا يخونون الامانة؟
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ)
فلا يحاسبنا الله على الخيانة بالعرب الأميين ، أو بالأحرى على الخيانة بكل شعب غير شعب اليهود ، الذي نزلت عليه ومن اجله فقط رسالة السماء.
(وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)