الى الله لا الى أنفسهم ، ولا الى الملائكة أو الأنبياء ، ويصدق بعضهم ببعض ، وفقا للميثاق الذي اتخذه الله منهم قبل ان يحمّلهم مسئولية الرسالة. أن يؤمنوا بالنبي الذي يبعث إليهم وينصروه. فوافقوا جميعا عليه. واشهدوا الله على أنفسهم.
وهذا في الواقع هو الإسلام بمعناه الصادق ، فهو تجرد كامل عن الذاتية ، وتسليم مطلق لله. تماما كما أسلمت السماوات والأرض لسنن الله.
وبالنسبة لنا يعني هذا الإسلام ، الايمان بجميع الرسل انطلاقا من وحدة الرسالات السماوية ، التي سيبحثها القرآن في الدروس التالية مباشرة.
بينات من الآيات :
الرسالة مسئوليات وواجبات :
[٧٧] رسالة الله مسئولية كبيرة يحملها الإنسان في الحياة ، وتتركز عند الأنبياء والصديقين ، وعند الذين ينصبون أنفسهم دعاة الى الدين. وهي ـ في ذات الوقت ـ مسئولية ثقيلة وذات قيمة كبيرة ، لأنها أداة لتوجيه الناس الى الحياة السعيدة والى مقاومة الجبت والطاغوت ، ولنا أن نتصور ان قدرة الإنسان في ضبط نفسه عن شهواته متصلة بفهمه الصحيح لرسالة الدين في الحياة. إذ انها هي التي تحذره من مغبة الاسترسال مع الشهوات.
وتبين له ان لقمة واحدة يمضغها الإنسان بشهواته ، قد تمنعه من الاكل الهنيء طول حياته. وان ساعة واحدة من الغفلة واللاإرادة ، قد تجعل حياته والى الأبد جحيما لا يطاق ، وان اي شهوة طائشة ، أو جريمة ، أو ذنب ، أو هفوة ، توجب عليه الحساب والعقاب الأليم في الآخرة. وبالتالي رسالة الدين تجعل إرادة الإنسان قوية وقادرة على ضبط الشهوات وتوجيه طاقاته نحو الجد.