نتائج التحريف :
أما لو جاء رجل دين منحرف ، ومن أجل المماشاة مع أصحاب الشهوات والربح عليهم. وجمع أكبر عدد منهم حوله ، برّر لهم سيئاتهم وهوّن عليهم امر العقاب وأخذ ينشر فيهم أفكارا من قبيل ان الله غفور رحيم ، أو ان الأنبياء والأولياء يشفعون لك ذنوبك ، وانك سوف توفق للتوبة وهكذا. فان النتيجة ستكون خطيرة ، إذ ان اداة الضبط تتراخى في النفس وتندفع الشهوات في كل اتجاه. وقد يقدم صاحبها على أكبر الجرائم اعتمادا على تلك التبريرات السخيفة.
ان مجازر الحروب الصليبية ارتكبت بفعل تحريف رسالة الدين ، وتحويلها من أداة لضبط الشهوات الى أداة لتبريرها .. بل وتكريسها واعطائها الشرعية.
كما ان هتلر كان قد استغل في مجازره الرهيبة بعض رجال الدين التحريفيين ، الذين زوروا له الدين ، ورسموا له الصليب المعكوف ..
وإسرائيل تقترف الآن الجرائم باسم الدين ، ولكن أيّ دين ذلك الدين الذي يبرر الجرائم بدل أن يدينها.
هذا عن الجبت. أما الطاغوت المتمثل في السلطات الديكتاتورية والمستغلة والمستعبدة للبشرية. فان القوة الوحيدة التي تستطيع ان تتحرك ضدها ـ هي قوة الشعب ، الذي يجب أن يحافظ على حريته وثرواته ويجاهد ضد مستغليه. ولكن الشعب بحاجة الى سلاح فكري يساعده في تجميع قواه ، وتوحيد طاقاته ، وتبرير تضحياته ... وذلك السلاح هو الدين. ولكن يشترط ألّا يسرق رجال الدين سلاح الشعب منه ، ويبيعوه الى الطواغيت ، (بِثَمَنٍ بَخْسٍ ـ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ).
ولنا أن نتصوركم ألف ألف جريمة ترتكب في كلّ يوم بسبب خيانة رجال