خضوعها لقيم الله ، إذ انّ الله سيفصل الذين لا يخضعون لقيمه عن المؤمنين في يوم القيامة ويفرق بينهم ، بينما يجعل المؤمنين في منزلة واحدة.
ونحن كذلك يجب ان نفكر في يوم القيامة حيث يفصل الله بين الناس ونطبق في الدنيا القيم الالهية ، والفكرة التي يكررها القرآن خلال حديثه عن الوحدة هنا ، هي : ان الخلاف غير المبدئي يساوي الكفر بالقيم التي تربط الامة ببعضها فاذا لم يتراخ حبل القيم الذي يعتصم به الجميع ، لا يمكن ان توجد ثغرة بين المؤمن وأخيه المؤمن.
بينات من الآيات :
الوحدة بالاعتصام بالله :
[١٠١] الذين يتبعون أهل الكتاب يكفرون بالرسالة وذلك لأنهم يتركون النبع الصافي الى الرافد البعيد أو حتى الى السواقي الملوثة ، يتركون رسول الله ، وهو منهم وبعث فيهم ، ويتركون كتاب الله ، وقد نزل عليهم وبلغتهم ، يتركونها الى رسول توفاه الله من زمان بعيد ، والى كتاب عملت فيه يد التحريف.
(وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
اما من يترك الله الى شهواته فسوف تنحرف به الطرق الى كل واد سحيق.
ان الايمان بالله والتسليم للحق ، ومخالفة الهوى والشهوات هو الضمان الأكيد لاستقامة الإنسان في الحياة إذ لا ينحرف البشر الّا باتباعه هواه أو خضوعه لشهواته.
والاعتصام بالله يعني ـ حسب دلالة السياق ـ الالتزام بكتاب الله ـ ويقول