لا وحدة الا بالعقيدة :
الهدف المشترك والمصلحة المشتركة والمصير الواحد و.. و.. ، قد يكون سببا للوحدة ، ولكن بشرط وجود إيديولوجية واحدة يتمسك بها الجميع فتعطيهم رؤية مشتركة تجاه الوضع.
وإذا افترضنا شعبنا (كالشعب العربي) ذا هدف مشترك هو التخلص من إسرائيل ، ومصلحة مشتركة هو تطوير ثرواته القومية وله مصير واحد ، فأما التقدم والاستقلال أو التخلف والاستعباد.
ولكن لو لم يكن للشعب العربي إيديولوجية واحدة فانه يختلف على بعضه في طرق تحقيق الهدف ، الانتماء الى الكتلة الشرقية أو التحالف مع الغرب ، أو الحياد الايجابي ، الاقتصاد الحر ، والاشتراكية ، الحزب الواحد أو تعدد الأحزاب.
وكذلك يختلف في أساليب الوصول الى المصلحة وبالتالي في ابعاد المصير الواحد. من هنا يركز القرآن على اهمية الاعتصام بحبل الله (كتاب الله والقيادة المنبعثة منه) لتحقيق الوحدة ، ويذكرنا بظروف العرب قبل الإسلام ويقول :
(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً)
الاخوة العربية لم تأت بسبب الدم المشترك أو اللغة الواحدة ، أو حتى الأرض ، والمصلحة ، والمصير الواحد ، بل جاءت بعد ان منّ الله عليهم بنعمة الكتاب ، فاذا بالفكر يتوحد ، والعواطف تتفاعل ، وتتحقق الاخوة. ولو لا نعمة الكتاب لكانت الخلافات تهددكم بالدمار.
(وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ