وتماما مثل هذه العلاقة موجودة في قوله تعالى :
«وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ» (٢٥)
فعلاقة عبادة الله بتوحيده ، أمر واقعي من جهة أن على العبد مسئولية العبادة لله الواحد.
وكذلك علاقة آيتين ببعضهما في مثل قوله سبحانه :
«وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا* وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ* وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ* وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ» (٢٠٥)
فعلاقة الآية الأولى بالثانية ناشئة من وجود ارتباط بين صفات المنافقين. فهم من جهة ينمقون كلامهم وهم من جهة ثانية يفسدون في الأرض.
ان القرآن يتحدث إلينا عن نموذج من الناس. لذلك يذكر كل صفاتهم ولا تنمو صفة فيهم دون وجود اخرى.
ان هذه العلاقة نجدها في أواخر الآيات التي تنتهي في كثير من الأحيان بذكر صفة أو صفتين لله سبحانه. ترتبط بنوع المضمون المذكور في الآية ، فمثلا نجد في هذه الآيات الكريمة مدى ارتباط آخر الآية بمضمونها : (ارتباطا واقعيا) يقول الله سبحانه : «وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ» (٢٨ / الشورى)
فالولي الذي يحب عباده ينزل عليهم الغيث ، والحميد ينشر عليهم رحمته ، فهناك