علاقة وثيقة بين الولاية ونزول الغيث والحمد ونشر الرحمة.
وكانت العرب ترى وجود هذه العلاقة وتستنبط منها أشياء وأشياء.
فمرة سمع اعرابي رجلا يتلو آية هكذا :
«وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ) والله غفور رحيم»
فقال له : أخطأت! قال : وكيف؟ قال : ان المغفرة والرحمة لا تناسبان قطع يد السارق! فتذكر الرجل الآية وقال :
«وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»
فقال الأعرابي : نعم ، بعزته أخذها وبحكمته قطعها.
انه عرف كيف يجب أن تكون نهاية الآية متناسبة مع بدايتها ، من ناحية العلاقة الواقعية.
٢ ـ العلاقة التربوية :
بما أن القرآن كتاب تربية ، وبما أن صفات النفس ترتبط ببعضها فان القرآن المجيد يلاحق النفس البشرية بما يصلحها من التوجيهات إن طغت ـ افراطا ـ صفة عليها عالجها بحكمة. فان طغت ـ تفريطا ـ عالجها بحكمة اخرى ولا يزال يعد لها حتى تتحول الى نفس سوية.
ونستفيد من دراسة علاقة الآيات التربوية ببعضها نستفيد علما بخبيئة النفوس ومعرفة بالقوانين التربوية التي تتحكم فيها.