وكمثل لهذه العلاقة نذكر قوله سبحانه :
«وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (١٩٥ / البقرة)
ان جمل هذه الآية ثلاثة : الأولى في الإنفاق. والثانية في النهي عن إلقاء النفس في التهلكة. والثالثة في الإحسان. فما هي علاقتها ببعضها؟
أول ما أمر الله بالإنفاق توجهت النفوس اليه وكانت مخافة التقصير في الإنفاق.
فجاءت الجملة الثانية تنهى عن التهلكة التي تتم إذا ترك الإنفاق وحيث أن النفوس مفطورة على البخل كان من الضروري ترجيح كفة الإنفاق ، لمقابلة الشح الطبيعي عند البشر فجاءت الجملة الثالثة ، و (أَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
وربما نستنبط من سياق الآية المباركة : ان هناك درجتين في الإنفاق ، الإنفاق الذي لولاه يهلك الإنسان ويكون بمثابة الإنفاق على الدواء ، وقد أمر به الجزء الاول من الآية ، والإنفاق الإضافي الذي يقوم به المحسنون ، وقد امر به الجزء الثاني من الآية.