[١١٦] لما ذا يكفر من يكفر؟ لأنه يغتر بماله أو أولاده. ولكن ماذا تفعل الأموال والأولاد بعد الموت؟ لماذا يخادعون أنفسهم والى متى؟
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
والحديث عن الكفار هنا يأتي بمناسبة أهل الكتاب ، الذين كفروا بالرسالة وناصبوها العداء. حيث يبين القرآن الحكيم في الدرس القادم الموقف الذي يجب أن يتبناه المسلمون من الكفار.
ان كثرة الثروة المادية أو الطاقة البشرية لن تغني عن الحق شيئا ، وعلينا ألا نخضع للكفار بمجرد انهم يملكون الثروة أو الكثرة.
[١١٧] اما أعمالهم وأموالهم وحتى بعض الصالحات التي يقومون بها ، فانها سوف تذهب هباء منثورا ذلك لأنها لا تعتمد على قاعدة صلبة. أرأيت لو أن الدكتور اشتبه في تشخيص المرض منذ البداية ثم أتعب نفسه في اختيار الدواء المناسب ، واهتم كثيرا بصنع الدواء ، هل ينفعه ذلك شيئا؟ أو إذا ضل الطيار طريقه ، فلم يعرف هل هو بالاتجاه يمينا أو يسارا ، فهل ينفعه التعب في توضيح الاستقامة في التحليق؟ كذلك الكفار أخطئوا في فهم الحياة أساسا فلا ينفعهم معرفة بعض الجزئيات. لذلك فكل جهودهم تقع في اطار ذلك الفهم الخاطئ وتصبح هي الاخرى عبثا بلا فائدة ..
(مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ)
وذهبت بكل جهودهم في لحظات ، إذ انهم ظلموا أنفسهم ولم يختاروا مثلا