(يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ)
حيث تنام الأعين ، وتستيقظ قلوب المؤمنين ، وتخمد نيران شهواتهم ، وحيث لا عين تراقبهم فيستهويهم الشيطان برياء ، أو سمعة ، والملاحظ في القرآن انه يأمر بالتبتل في الليل أكثر من النهار.
(وَهُمْ يَسْجُدُونَ)
لله .. فهم ينفعلون بآيات الله عمليا ، ويخضعون لها سلوكيا. ولا يتلونها مجرد لقلقة لسان.
[١١٤] (يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ)
فليس أمرهم بالمعروف إلا نابعا من شخصيتهم المحبة للخير ، بدليل مسارعتهم الى الخيرات وقيامهم بها قبل غيرهم.
(وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)
[١١٥] هؤلاء أهل الكتاب ، وليسوا بمؤمنين في تلك اللحظة لسبب أو لآخر. ومن دون عناد ، أو تمرد لأمر الله باتباع رسالته النازلة على النبي محمد (ص) ومع ذلك فهم يجزون على أعمالهم بالكامل ..
(وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ)
وهذه الآية تنفي الرؤية القشرية للانتماء للإسلام بالاعتقاد بان مجرد ان يكون الفرد يشهد بشهادة الإسلام كلاميا فهو مسلم ، ومن أهل الجنة. ومن لا يشهد بذلك فيكفر وهو من أهل النار كلا .. الله ينظر الى الأعمال قبل الأقوال.