ويبقى السؤال : لماذا انتهى بهم الحال الى هذه الدرجة من الانحطاط؟ والجواب : لأنهم لم يتمسكوا أساسا بحبل الله والمتمثل في كتابه ورسله لماذا؟ لأنهم كانوا يعصون الله في الأمور الصغيرة ، وشيئا فشيئا تزايد عصيانهم وتمردهم الى درجة الكفر بآيات الله وكانوا يعتدون على الناس ، ثم تصاعد عدوانهم حتى اعتدوا على حياة قادتهم الأنبياء.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ)
ان العصيان هو التمرد على الحق ، وهو يؤدي الى الكفر ألم يقل ربنا : «ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى) ...» والكفر بآيات الله يستدرج الإنسان الى الكفر بالسنن والقوانين الفطرية التي جعلها الله للكون ، وبالتالي الكفر بالحقائق كلها.
أما كيف ينتهي الاعتداء على الناس الى الاعتداء على حياة الرسل؟ : لأنهم سوف يدافعون عن الناس بكل وسيلة ، ويدافع المعتدي عن نفسه ويقتل الأنبياء.
وإذا ذهبت آيات الله وأنبياؤه ، فان الحياة ستصبح فوضى ويحكمها الذلة والمسكنة.
[١١٣] هذا مثل سيء لأهل الكتاب ، أما المثل الآخر فهو يتجسد في طائفة صغيرة يقومون بالعدل ، ويؤمنون بالكتاب ويخضعون لله.
(لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ)
بأوامر الله ، منفذة لها.