يحدد نتائج المعركة ، بما يسمع ، وما يعلم من أعمال ظاهرة ، وقلوب طاهرة.
[١٢٢] باء : ان الرسول واجه مشكلة حرجة جدا ، هي مشكلة الخلاف بين طائفتين من رجاله (المهاجرين ، والأنصار) بسبب توزع ولائهما بين الله ، وبين الأرض ، والعشيرة ، وما أشبه. ولكن الرسول (والإسلام عموما) عالج هذه المشكلة معالجة جذرية ، عند ما ذوب الكيانات الطائفية في بوتقة الايمان بالله ، دون أن يعتمد على طائفة دون اخرى ، وبذلك ضمن جيشا عقائديا ، يحارب من أجل المبدأ ، وليس من أجل الرياء ، والتنافس الطائفي.
(إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
مع ان الله ولي الطائفتين ، فإنهما كادتا تفشلان بالخلاف ، وهذا الخلاف كان نابعا من الاحساس بالضعف ، حيث كان أهل المدينة منهزمين نفسيا امام أهل مكة ، ويتصورون ان الرسول حملهم أكثر من طاقتهم ، حين أخرجهم لقتال أهل مكة ، ولكن الله بين لهم انه لا داعي للخوف ، ما دام المؤمن يتوكل على الله.
[١٢٣] ونتيجة للاعداد الاستراتيجي ، والاعداد الايديولوجي ، والإخلاص لله ، نصر الله الامة.
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
فلا داعي للخوف كما لا داعي للخلاف ، انما يجب التقوى لله سبحانه بالتزام أوامره كاملة ، وإذا التزم الإنسان أوامر الله فهو شكر نعمه السابقة ، وعموما الشكر يعني ـ فيما يعني ـ : التفكير في أسباب النعمة ، بهدف المحافظة على تلك الأسباب ، وبالتالي المحافظة على النعمة ذاتها ، بينما كفر النعمة يعني العكس