والتضحيات هي هدف المؤمنين ، لأنهم كانوا يأملون ان يقدموا لله اغلى ما عندهم ، حبا له وأيمانا صادقا به ، وليس رسول الله ابنا لله حتى ينتصر اتباعه بمجرد الانتماء اليه ، بل هو كسائر الرسل يحيى ويموت. والارتباط يجب ان يكون بالرسالة أكثر من الرسول ، حتى يحصل الإنسان على جزائه من عند الله. والكافرون هم الذين ينقلبون عن الرسالة فور موت الرسول تفضيلا للدنيا على الآخرة.
بما ان النبي محمدا (ص) رسول ، فانه يتبع سيرة الرسل من قبله ، وهم لم يتقدموا الّا بالقتال ومعهم الربيون من أصحابهم ، وهم (الربيون) كانوا بشرا يذنبون ويسرفون ، ولكنهم كانوا مؤمنين يستغفرون ربهم ، ويطلبون منه ان يثبتهم على الجهاد ولذلك انتصروا في الدنيا والآخرة معا.
بينات من الآيات :
[١٣٧] الحياة الاجتماعية كالحياة الفردية ، لها انظمتها وقوانينها (وحسب التعبير القرآني سننها) وعلينا ان نكتشف هذه الانظمة ، حتى نستفيد منها في واقعنا ، ولكن كيف؟! إننا حين نريد ان ندرس حياة الفرد ، نخضعة للتجربة بعض الوقت ، نقيس ضغط دمه ، ودرجة حرارته ، ودقات قلبه و. و. ثم نعرف طبيعته ، أما المجتمع فكيف نقيسه؟ أفضل طريقة للقياس ، هو العودة الى التاريخ ، ففيه دورات كاملة للحياة الاجتماعية ، حضارات نشأت وسادت ، ثم بادت بفعل أنظمة حتمية ، وسنن إلهية لا تتحول.
وعند ما نريد ان نقيس مدى تقدم رسالة ، يجب الّا نقيسها بمنظار تحليلي ، كأن نقول كم عدد افراد هذه الرسالة؟ ما هي ميزانيتها المالية؟ وما هي خططهم العسكرية؟ كلا بل بمقياس تاريخي فنقول : كم هي نسبة الحقيقة فيها؟ وكم مقدار ايمان أصحابها بها؟ وما هي نقاط الضعف في مجتمعات اعدائها التي ستقضي عليها؟ وهكذا.