وحين نعود الى سنن الله في التاريخ ، نجد انّ الحق ينتصر بشرط وجود مؤمنين صادقين به. لذلك يذكرنا القرآن بهذه الحقائق فيقول :
(قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا)
الى اثار تلك الأمم التي كانت من قبلكم ثم خلت وخلفت ورائها العبر والدروس ، أهمها ان سبب انتهائها كان شيئا واحدا هو التكذيب بالحق فانظروا.
(كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)
[١٣٨] وفي مجال الحديث عن سنن الله في الحياة يأتي الحديث عن القرآن ، ذلك ان دوره دور المذكر بتلك السنن ، حيث يلفت انظار الناس إليها. ولكن الذي يستفيد منها المتقون فقط ، حيث يهتدون الى حقيقة السنن ، ويطبقون دروسها على أنفسهم (يتعضون بها).
(هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)
الذين يتقون ربهم ، ويستعدون للالتزام بالحق ، يكتشفون الحق. اما الذين يهتمون بأنفسهم ، وبأهوائهم وشهواتهم فإنهم لا يعرفون الحق. لأنهم أساسا لا يريدون الاهتداء اليه.
[١٣٩] من سنن الله في المجتمع ، ان المؤمنين ينتصرون. فعليهم الا يهنوا ويتسرب الى نفوسهم الانهزام ، أو اليأس ، والضجر. كما أنّ عليهم الا يتألموا لبعض الخسارات ، إذ ان ربح الانتصار سوف يغطي على الخسارات البسيطة.
(وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
[١٤٠] ومن تلك السنن ان العلو والنصر لا يأتي بالصدقة ، أو بلا شيء من