التضحية ، بل لا بد من الاستعداد للقرح ، ومعرفة ان الأعداء هم بدورهم يستعدون له ، فلما ذا التهرب منه.
(إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ)
ان من المهم ان تعرف ان عدوك يصاب بمثل ما تصاب به ، وأنه يتمايل الى الضعف والهزيمة كما أنت ، وان النصر لمن يستمر أكثر ، ويصبر على الألم ، حتى يفقد عدوه صبره ، وقدرته على الصمود.
ثم ان الحياة ليست ملكا لأحد ، وانه إذا كان الملك الكذائي أو الرئيس أو النظام أو الطائفة الفلانية هم الحاكمون على بلد ، فلا يعني ذلك انهم سوف يستمرون بل ان هؤلاء انما جاؤوا لتوافر العوامل القيادية فيهم ، وقد تتوافر فيك أيضا فتأتي مكانهم.
من المهم جدا ان نتخلص من الاعتقاد بان الواقع يبقى ، إنّما نؤمن جازمين بان الحقيقة وحدها تبقى.
(وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ)
منافع الناس في التضحية :
ثم ان للتضحية منافع اخرى للامة ، يذكرنا القرآن فيما يلي :
ـ الف : التضحية تفرز المؤمنين عن المنافقين ، ففي بداية انطلاقة الرسالة قد يؤمن بها جماعة طمعا في انها سوف تنتصر سريعا. فيحصلون على مغانم مجانية ، أو انهم كانوا مستائين من الوضع فاندفعوا نحو الرسالة مدفوعين بتيّار الاحساس الساذج ، أو كانوا يحبّون قائد الرسالة فانتموا إليها لذلك ، أو عشرات من الأسباب الاخرى غير