الايمان الصادق.
فوجود هذه الطائفة في الامة ، يسبب لها الضعف والانهيار ، حيث تنتشر فيها المصلحية ، والانانية ، والفوضوية ، وتنتهي الامة سريعا ، ولا يمكن الفوز الا بتعرض الامة للتضحيات. فيعرف المؤمنون عن غيرهم.
(وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا)
باء : الحرب مدرسة المقاتلين ، تربيهم على الجدية والطاعة والتفكر وتقديم مصلحة الامة على المصالح الخاصة. وتعلمهم الصراحة والفكر العقلاني وهكذا.
وهذه الصفات ضرورية للامة الرسالية ، التي تريد ان تقود الأمم الاخرى. ولنفترض المجتمع الجاهلي في الجزيرة ـ مثلا ـ كيف كان يمكنه ان يقود العالم ، وهو غارق الى أذنيه في الفوضى ، والجهل ، والانانية و. و.؟ انه كان بحاجة الى مدرسة تربوية تخرج القادة. وكانت الحرب بما فيها من تضحيات ، هي المدرسة التي خرجّت قادة المستقبل ، وحسب التعبير القرآني (الشهداء على الناس).
(وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
ولذلك فهو بدوره ، لا يظلم أحدا ، وإذا اعطى النصر والتقدم فبعد إثبات الامة لجدارتها ، عن طريق التضحيات السخية. والا فقد كان ظالما ـ حاشا ـ لتلك الامة المغلوبة.
[١٤١] جيم : ثم ان قلوب المؤمنين ليست طاهرة بالكامل من الريب في الرسالة ، والشك في تعاليمها ، فهي بحاجة الى نار تطهرها ، والتضحيات هي تلك النار ، ذلك أنّ الإنسان الذي ضحىّ من أجل شيء فسوف يتمسك به ، بعكس الذي حصل عليه مجانا وبلا تضحية ، انك تجد التاجر أحرص على ماله من ابنه الذي يرثه