الدعاء سلاح المؤمن :
[١٤٧] وكانت قوة هؤلاء الروحية ، نابعة من الدعاء الذي يعتبر عملية شحن الذات بالقوة المعنوية وذلك عبر :
أـ القناعة بان إصلاح الذات هو طريق التقدم ، لذلك كانوا يبدءون دعاءهم ـ وعملهم بالطبع ـ بإصلاح الذات ، ويقولون ربنا اغفر لنا ذنوبنا.
ب ـ ان أهم عنصر تربوي هو منع الإسراف في الأمر. يعني التقيد ـ دائما ـ بالمقاييس الرسالية ، فلا نوم اضافي ، ولا راحة كثيرة ، ولا استهلاك ، ولا تبذير ولا توغّل في الشهوات. انهم كانوا يستغفرون ربهم من إسرافهم ، ويقولون ربنا اغفر لنا إسرافنا في أمرنا.
ج ـ الثبات وعدم التردد ، وبالتالي التصميم والعزم الراسخ ، انه عنصر اساسي في النصر ، ذلك لان الارادة النافذة هي التي تصنع المعجزات ، و (ما ضعف بدن عما قويت عليه النية). لذلك كان هؤلاء يدعون ربهم ويقولون ربنا ثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
ان هذا السلوك الرسالي لهؤلاء ، دليل كل المقاتلين من أجل الله انهم لم يكونوا يسخطون ، أو يترددون ، أو يجزعون.
(وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) [١٤٨]
(فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)