بيد ان طائفة اخرى كانت في المعركة هزتها الخسارة ، وأخذت تتشكك في القيم الرسالية ، وتقول لو كان لنا النصر ، إذا ما خسرنا قتلى ، وبعد ان يبين القرآن فلسفة التضحيات ، والخسارات ، يحدد الأسباب التربوية التي جعلت هذه الطائفة تنهار امام الخسارات البسيطة ، فيقول انها تعود الى ما قبل المعركة ، حيث ان هذه الطائفة كانت تمارس المعاصي ، ولذلك لم ينم الايمان في قلوبهم نموا كافيا لمواجهة التضحيات.
ثم يحذر القرآن المؤمنين من الاهتمام بالخسارة وتضخيمها ويقول : ان القتلى كان من الممكن ان يموتوا بسبب آخر (كمرض الوباء مثلا) بينما هم الآن قتلوا من أجل احياء الرسالة وذهبوا إلى رحمة الله ، وسوف يجمعهم الله وكل الموتى للحساب.
بينات من الآيات :
التضحية حصن المكاسب :
[١٤٩] ان المكاسب الرسالية بحاجة إلى قوة تحافظ عليها ، ومن دون الاستعداد للتضحية في سبيلها ، فانها سوف تتعرض لخطر الأعداء ، إذ أنّهم لا يقبلون من المسلمين مجرد كف اليد عن الحرب ، بل يريدون منهم العودة الى الجاهلية التي انقذهم الله منها ، وفي تلك خسارة لا تعوّض للامة.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ)
اي انكم إذا عدتم الى الوراء ، فقد عدتم الى حيث الخسارة والضرر.
[١٥٠] انما الطاعة لله وحده ولا خوف من الكافرين لان الله سينصر من ينصره وهو خير الناصرين.