(بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ)
[١٥١] والسؤال : كيف ينصر الله عباده المؤمنين؟ الجواب :
ان الله ينصر عباده بإلقاء الرعب في قلوب المشركين ، ولسبب بسيط هو شركهم بالله ، ذلك انّ الشرك يعني تقديس قيمة مادية من دون الله ، كقيمة المال أو الجاه أو الأرض ، وفي الواقع هذه القيم لا تقدس لذاتها ، بل لأنها متصلة بالذات البشرية. فالرجل الذي يقدس أرضه ، إنّما يقدسّ ذاته أولا ، ثم يقدس أقرب مكان لذاته ، وهو أرضه ، كذلك الذي يقدس المال ، فانما يقدس ذاته ، ولان المال يخدم ذاته فهو يقدسه وهكذا.
فالشرك يأتي نتيجة حب عميق للذات وتمحور كامل حولها. وهذا يؤدي بالطبع الى الخوف والجبن ـ اما المؤمن فهو يخلص عبادته لله.
(سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)
بينما المؤمنون لا يخشون شيئا ، لأنهم لا يقدمون ذاتهم ولا يخافون عليها ، ولأن مصيرهم الى الجنة ، وهي خير مقام للمؤمنين.
[١٥٢] والدليل الواقعي البسيط على هذه الحقيقة ، تجدونه في حربكم مع العدو كيف نصركم الله ، الى أن أخذتم تعملون السيف في أجسادهم.
ولكن هذه الحرب كانت ذات جانب آخر ، هو أن الله انما ينصر من ينصره ، واما إذا وهن المؤمنون ، وانتشرت فيهم الخلافات ، وعصوا قيادتهم ، فإنهم لا يستحقون النصر بل الهزيمة ، والهزيمة نوع من الامتحان ، فانما يعرف الابطال عند الهزيمة.