والآن وقد انتهت الحرب (بانتصاركم أولا وهزيمتكم ثانيا) فان الله عفا عنكم لفضله العظيم.
(وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ)
حيث انه نصركم تصديقا لوعده لكم بان ينصركم ، حتى انكم أخذتم تعملون السيف في أجسادهم ، ولكنكم اغتررتم بالنصر فدب الوهن فيكم.
(حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ)
من النصر والغلبة. ذلك ان الإنسان إذا شعر بالخطر يوحّد صفوفه ، ويشحذ عزيمته اما إذا زال الخطر فيشعر بالراحة ويفكر في تقسيم الغنائم ، كذلك المسلمون في حرب أحد ، حيث انهم لمّا رأوا أنفسهم منتصرين ، ترك بعضهم الثغر الذي كان يرابط فيه ، فاستغل العدو الفرصة وقام بحركة التفاف حول الجيش ، وفقد المسلمون توازنهم وولوا هاربين.
والواقع ان القرآن يصور مراحل الهزيمة في الحرب ، في كلمات قصيرة وهي ذات المراحل في الهزيمة في السلم أيضا وهي :
١ ـ الفرح : (مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ)حيث يفقد المجتمع تطلعه الى أعلى ، فيفقد الرباط القوي بين طبقاته وفئاته.
ب ـ انتشار الوهن في نفوس الامة ، (حتى إذا فشلتم). وذلك بفقدان العزيمة والخلود الى الراحة.
ج : بروز الخلافات المصلحية ، والطائفية ، والاقليمية ، والعنصرية الى السطح ، بفعل فقدان الهدف والعزيمة.