حديثا يقال ، بل هو عمل. مثل الهروب من المعركة تحت غطاء الجهل بها ، وتجبين الناس وتضخيم الخسارة.
والله سبحانه ينعت هؤلاء ليس بالنفاق وحدة ، بل بالكفر أيضا ، بالرغم من ادعاء هؤلاء أنهم مسلمون. ثم يدعوهم الى مقاومة الموت ان كانوا صادقين ، ثم يتحدث عن الشهداء الذين يعتبرهم هؤلاء خسارة.
[١٦٥] لماذا تخسر الامة معركة معينة؟ لسبب واحد هو عدم الاعداد الجيد لها وذلك من الناحية البشرية ، وانعدام الروح المعنوية ، أو لعدم وجود السلاح الجيد أو لتفكك الجبهة الداخلية. أو ما أشبه.
وأية هزيمة عرفت الامة إنها من نفسها ، ودأبت على استخلاص عبرها ودروسها ، فهي أشبه بالنصر منها بالهزيمة ، أما الهزيمة الحقيقية ، فهي التي يعتبر الإنسان عواملها خارجية ، فلا يعتبر بها أبدا.
من هنا فان القرآن ركّز على أنّ الهزيمة هذه من عند الأمة نفسها ، وذلك بعد ان يبيّن أنّها كانت بعد انتصار الامة في معركتين سابقتين ، لتخفيف هول الهزيمة عن النفوس.
(أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها)
أي انكم أصبتم وأوردتم ذات المصيبة بغيركم مرتين في السابق ، ثم إنّكم مع ذلك وهنتم وتساءلتم وقلتم :
(قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)
فكما أن أعداءكم انهزموا سابقا بسبب ضعفهم المعنوي والمادي ، فكذلك أنتم