وبمناسبة الحديث عن الأغنياء البخلاء ، يتحدث القرآن عن اليهود في الدرس القادم ، ليبين لنا : كيف أنهم ابتلوا بغضب الله ، بسبب تركهم واجب العطاء والإنفاق.
[١٧٦] فئة من المسلمين الذين لم يترسخ الايمان في قلوبهم ، أسرعوا في الكفر حين وجدوا انتصار الكفار ، هؤلاء لم يضعفوا الجبهة الداخلية للمسلمين ، لأنهم كانوا لا ينفعون المسلمين أساسا ، وذلك بسبب ضعف إيمانهم ، ثم إنهم لا ينفعون الجبهة المضادة ، لأنهم انهزاميون بطبيعتهم ، وضعفاء القلوب.
ولكن الخاسر الوحيد بعملهم هم أنفسهم ، الذين خسروا مكاسبهم السابقة ، التي ربما كانت تؤهلهم للجنة ، أما الآن فليس لهم نصيب منها ، بل لهم عذاب عظيم بنقضهم الميثاق ومخالفتهم أمر ربهم.
(وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)
والتعبير القرآني يقول : في الكفر ، للدلالة على انّ الكفر عمل وليس نهاية حدية يسارعون إليها ، فلم يقل إلى الكفر. كأنّ القرآن يقول : يسارعون في أعمال الكفر ، أو في درجاته.
[١٧٧] هؤلاء بدّلوا الايمان بالكفر ، فهل خسر الله شيئا؟ كلا ، لأن الله واسع القدرة ، غني عن العالمين ، وتقدم الأمة الاسلامية لا يعتمد على هذا الشخص أو ذاك ، بقدر ما يعتمد على نوع الأشخاص ، ومدى تفاعلهم مع الايمان.
وهؤلاء اشتروا بعملهم عذابا أليما.
(إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)