جزئيا ، فمثلا : عن طريق الأنبياء يهدي الله الى مناهج العلم ، وعلى الناس ان يتفكروا ، وان يكتشفوا الحقائق من خلال تجارب الحياة ، (مثل اكتشاف حقيقة الإفراد من خلال الهزيمة).
فعلينا إتباع الرسول فيما يشرعه لنا من مناهج ، ولا ننتظر بعدئذ أن يطلعنا الله على كل صغيرة وكبيرة من حياتنا ، الا بالطرق العادية.
(ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) الخبيث هو الذي اختار طريق النفاق. والطيب هو الذي آمن بالله إيمانا صادقا.
(وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
[١٨٠] وكما الجهاد بالنفس : يصبح الجهاد بالمال دليلا على مدى تفاعل الايمان مع النفس كما ان البخل بالمال خصوصا في ظروف الهزيمة دليل الخبث والنفاق.
وما ذا يجني البخيل؟ انه يكدس الثروة ـ التي أعطاه الله ـ لأي يوم؟ هل يكدسها ليوم القيامة ، حيث تتحول ثرواته المغتصبة الى حزام من النار يحيط به ويأخذه الى جهنم؟
أما في الدنيا : فانه سيموت ، ويورث الله ثرواته لمن يشاء ، أو ينتصر الرساليون على أخذ ثرواته شاء أم أبى ، ولا ينفعه التعليل والتبرير ، لأن الله خبير بما يعمل العباد ، ويجازي الناس حسب خبرته لا حسب أقوالهم وادعائاتهم.