[١٨٧] ومن مفاسد أهل الكتاب التي يجب مواجهتها ، دعايتهم السلبية تجاه الرسالة الجديدة ، هذه الدعاية التي تدخل في إطار ما حذر منه القرآن في الآية السابقة ، حيث أكد بأن الامة سوف تسمع من الّذين كفروا أذى كثيرا.
وان هذه الدعاية مخالفة صارخة لعهد الله معهم ، ومع كل صاحب ثقافة ، ذلك العهد يقضي بأنّ عليه ان يبيّنها للناس ولا يكتمها.
(وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ)
ويؤكد القرآن ان وراء دعايات هؤلاء ثمنا قليلا من متاع الدنيا.
[١٨٨] وكما أنّ على من يملك العلم ، ان يتخمل مسئولية نشره من دون خوف ولا رغبة ، فكذلك على من يملك مالا أن يبذله في سبيل الله ، من دون أي طمع مادي (كأن يحب أن يمدح أمام الناس) ولا حتى عجب بما أتاه في الله (بأن يفرح وكأنه قد أدى ما عليه بالكامل).
إنّ القرآن الحكيم يقصد بالآية السابقة ، طرد طبقة الأحبار عن إطار التأثير في المجتمع ، حيث يقول انهم كانوا قد خانوا أمانة الله في العلم.
وهنا يريد ضرب طبقة الأغنياء البخلاء ، الذين لا يبذلون مالهم إلّا من أجل الإطراء ، أو يزعمون بانّ قليلا من المال يخصلهم من مسئولياتهم الرسالية.
(لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)
[١٨٩] والله لا يحتاج الى مال هؤلاء ، لأنه مالك السماوات والأرض ، وهو قادر