دنانير أكثر ، إنما لمن يستطيع أن يخلص نفسه من نار جهنم ، ويدخل الجنة.
(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ)
ان الحياة الدنيا سلعة تغر الإنسان ، أو إنها رأسمال المغترين. أما الواعي فانه يعرف أنها حياة زائلة ، فلا يغتر بها ، ولا يتخذها لنفسه متاعا ، ولا رأسمالا ، ولا رصيدا يعتمد عليه.
[١٨٦] وعلى الامة أن تتسلح بالصبر في مقاومة الطبقة الغنية ، وتعرف بأن مقاومتها ليست بالهينة بل تحتاج الى التضحية بالمال ، والنفس ، وتحمّل الاشاعات الكاذبة ، حتى تستطيع الرسالة من الانتصار عليها ، وعلى أمثالها من الكفار والمشركين. وسلاح الصبر النافذ يصنعه الايمان الصادق بان الحياة الدنيا زائلة وان الدار الآخرة لهي الحياة.
(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ)
اي أن الله يختبركم ويمتحنكم بإصابتكم في الأموال ، والأنفس.
(وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
وعلى الامة إلّا تقتصر على الصبر فحسب ، بل وتتسلح ـ أيضا ـ بالتقوى ، وهي الالتزام بواجبات ، ومحرمات الدين بالضبط ، وإذا فعلت ذلك فانها استطاعت ان تمتلك أزمة الأمور بيدها ، لأنّ عزم الأمور ولبابها يتمثل في الصبر والتقوى ، في الصمود والالتزام.