محمدا رسول الله. فقال لي عطاء : قد أحسنوا من غير أن أقول أنه سنة ، ولكنه زيادة خير ، مع أني لا أعلم إلا أن أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ كان يؤذن لذلك. قلت : لا تعلم أن أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ كان لا يخالفهم في الأول؟ قال : لا. قلت : الإقامة. قال : لا أدري. قال ابن جريج : وأخبرني عمرو بن دينار ، أنه سمع بني سعد القرط ، في إمارة ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يؤذنون الأول : أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح. قلت لعمرو : وما الإقامة؟ قال : لا أدري كيف كانوا يقولون في الإقامة.
١٣٢٧ ـ وحدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن مجاهد ، قال : لما قدم عمر ـ رضي الله عنه ـ مكة أتاه أبو محذورة ـ رضي الله عنه ـ وقد أذّن ، فقال : الصلاة يا أمير المؤمنين ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، فقال : ويحك أمجنون أنت ، أما كان في دعائك الذي دعوتنا ما نأتيك حتى تأتينا.
وأما أذان الصبح الأول فليس هو ببلد إلا بمكة ، يؤذن به إذا بقي من الليل ثلثه ، وهو الذي كان العمل عليه بمكة ، ويتناولون قول النبي صلّى الله عليه وسلم ليلا : إلا أن بلالا ينادي بليل ، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم (١). فكانوا على الأذان الأول وحده ، حتى كان عبد الله بن محمد بن داود (٢) ، فأخذهم
__________________
١٣٢٧ ـ إسناده منقطع.
مجاهد لم يدرك عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
(١) رواه أحمد ٢ / ٩ ، ٥٧ ، من حديث ابن عمر.
(٢) كان واليا على مكة سنة (٢٣٩). أنظر العقد الثمين ٥ / ٢٤٣.