إن احتمال الاختلاق في الرواية كبيرة طالما تترتب عليها أمجاد ومفاخرة ، ومع ذلك فإنها مهمة حيث تكشف لنا طريقة إسلام عبد القيس وارتباطهم بالرسول بدون قتال.
ويقول العيني «ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم تبايعوني على أنفسكم وقومكم فقال القوم نعم ، فقال الأشج يا رسول الله أنك لن تزايل الرجل عن شيء أشد عليه من دينه ، نبايعك على أنفسنا وترسل معنا من يدعوهم ، فمن اتبع كان منا ومن أبى قاتلناه (١) ، وبعد فتح مكة سنة ٨ ه رجع الوفد إلى البحرين مع العلاء الحضرمي الذي بعثه الرسول برسالة إلى المنذر بن ساوى ، فحولوا البيعة مسجدا (٢).
وتختلف الروايات في عدد الوفد ، ففي رواية لابن سعد «فأسلم الأشج ... ثم خرج ... في سبعة عشر رجلا وفدا على النبي صلى الله عليه وسلم من أهل هجر ، وقال بعضهم كانوا اثنى عشر رجلا» (٣) ، وفي رواية أخرى له عن الواقدي أنهم كانوا عشرون شخصا رأسهم عبد الله بن عوف الأشج في بني عبيد ثلاثة نفر ، وفي بني غنم ثلاثة نفر ، ومن بني عبد القيس اثنا عشر رجلا معهم الجارود (٤) ، ويروى عن أبي خيرة الصباحي أنه قال «كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا أربعين راكبا» (٥) ، ويورد السهيلي أسماء ثمانية أشخاص ثم يقول «فهذا
__________________
(١) عمدة القاري شرح صحيح البخاري / ١ / ٣١٠ ، الزرقاني / ٤ / ١٦.
(٢) الإصابة / ٢ / ١٧١.
(٣) ابن سعدة / ٥ / ٤١١.
(٤) ابن سعد / ٥ / ٤٠٦ ، انظر ١ ق ٢ / ٥٤ ، ٤ ق ٢ / ٧٧ ، الإصابة / ٢ / ٣٤٧ ـ ٣٤٨ ، السيرة الحلبية / ٣ / ٢٥٠ ، دحلان / السيرة النبوية / ٢ / ١٧٠.
(٥) ابن عبد البر / الاستيعاب / ٤ / ١٦٤٣ ، انظر أسد الغابة / ٥ / ١٨٣ ، الإصابة / ٤ / ٥٥ ، فتح الباري / ١ / ١٣٩ ، عمدة القاري / ١ / ٣٠٩ ، إرشاد الساري / ٦ / ٣٤٩ ، السيرة الحلبية / ٢ / ١٧٠ ، دحلان / السيرة النبوية / ٢ / ١٧٠.