عنده ثم خرج فسألته ما قضى الله ورسوله فيكم؟ قال شرا ، قلت صه؟ قال الإسلام أو القتل ـ قال وقال عبد الرحمن بنم عوف قبل منهم الجزية ـ قال ابن عباس وأخذ الناس بقول عبد الرحمن بن عوف وتركوا ما سمعت أنا من الأسبذي» (١).
الراجح أن الأسبذيين من بني عبد الله بن دارم نسبوا إلى عبادة الفرس ، وليس إلى قرية أسبذ ، لأن مساكنهم ليست أسبذ فقط ، وإنما استقروا أيضا في مناطق أخرى من البحرين (٢).
إن اعتناق بني عبد الله بن دارم الأسبذية ربما قلل من مكانتهم بالنسبة للعشائر العربية القاطنة في البحرين ، ونسب العرب بني دارم إلى هذه الديانة قد يكون من باب الذم لأن هذه الديانة غريبة عن العرب ، إذ لم يعرف عنهم أنهم عبدوا حيوانا قط ، ولكن ربما يكون اعتناقهم هذا الدين قد رفع من مكانتهم بالنسبة إلى الفرس ، إذ ملكوهم على البحرين ، وكان منهم المنذر بن ساوى الذي أسلم في عهد الرسول (٣).
__________________
(١) البيهقي : السنن ٩ / ١٩٠ ، وفي الجواليقي : المعرب / ٤٠ ـ ٤١ بنفس السند ، رأيت رجلا من الاسبذيين ضرب من المجوس من أهل البحرين جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ثم خرج قلت : ما قضى فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال الإسلام أو القتل» ..
(٢) عن مساكن بني دارم انظر الفصل الثاني (السكان ـ تميم).
(٣) عن إسلام المنذر بن ساوى انظر الفصل الخامس.