بالرميلة من الأهواز (١) ، وقد تأثر عرب الشام بما فعله سابور ، فاتفقوا مع الروم وانتقموا منه (٢) ، ولكن سابور بعد انتصاره على الروم عاد فاتبع سياسة استرضاء العرب ، فاستصلحهم واسكن بعض قبائل تغلب وعبد القيس وبكر بن وائل كرمان وتوج والأهواز (٣) ، وذلك حوالي عام ٣٥٠ م (٤).
وفي حديث الإخباريين عن حملة سابور على بلاد العرب ووصوله إلى مقربة من المدينة ، وعن تنكيله بالعرب ، وحرقه المدن ، وطمه المياه مبالغ فيها ولا شك ، أخذت من موارد فارسية بولغ فيها ، وليس في روايات المؤرخين الروم عن هذا الحادث ما يؤيد هذا الزعم (٥) ، ثم أن الإسكان الإجباري في أرض بعيدة عن الوطن الأم ليس نوعا من الاستصلاح أو الاسترضاء.
يتبين مما مرّ أن هجر قاعدة تجارية ذات علاقة بالساحل الشرقي للخليج العربي الذي كان العرب يردونه وربما استوطنوه. وقد درست
__________________
(١) الطبري : ١ / ق ٢ / ٨٣٦ ـ ٨٣٩ ، وانظر المسعودي : مروج الذهب / ١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٦ ، الثعالبي : غرر السير / ٥١٧ ـ ٥٢١ ، الكامل : ١ / ٣٩٢ ـ ٣٩٣ ، ابن الوردي : تاريخ ابن الوردي ١ / ٤١ ـ ٤٢ ، ابن خلدون : ٢ / ٢٤٧ ـ ٣٤٨ ، ابن قتيبة : المعارف / ٦٥٧ ، النويري : نهاية الارب ١٥ / ١٧٣ ـ ١٧٤.
(٢) الطبري : ١ / ذ ٢ / ٨٤٠ ـ ٨٤٢.
(٣) الطبري : ١ / ق ٢ / ٨٤٥ ، وفي الثعالبي : غرر السير / ٥٢٩ واستصلح العرب فاسكن كلا من سباهم ما يوافق بلادهم نم الارضين ، فاسكن بني تغلب دارين ، وعبد القيس وقبائل من تميم هجر ، ووكر بن وائل كرمان ، وبني حنظلة توج من كور فارس ، واسكن وجوههم مدينتها لمسماة فيروز سابور».
(٤) دائرة المعارف الإسلامية : ٤ / ٤٣ «الترجمة العربية».
(٥) جواد علي : تاريخ العرب قبل الإسلام ٤ / ٣٠٢.