لم يصلوا إلى رأي قاطع فيها. وبذلك كانوا يضيفون لبنات محكمة إلى بناء الحضارة النامي على الأيام.
ومن أشهر علماء العرب الذين اشتغلوا بعلم الهيئة والنجوم ، وألفوا فيها كتبا المنجم المشهور أبو معشر جعفر بن محمد البلخي (٢٧٢). وقد ألف كتاب الأمطار والرياح وتغير الأهوية ، ووضعه على مذهب حكماء الهند (١). ومنهم أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الصوفي (٣٦٧) ، وله كتاب الكواكب والصور ، أحصى فيه أسماء الكواكب التي كانت العرب يستعملونها في القديم. وأبو الريحان البيروني (٤٤٠) ، وأكبر كتبه كتاب الآثار الباقية من القرون الخالية ، وكتاب القانون المسعودي. وهي كتب معروفة متداولة في أيامنا.
وكان يرافق نقل علوم الهيئة والنجوم من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ، ثم تأليف الكتب فيها مباشرة ، تأليف كتب الأزمنة والأنواء على مذهب العرب. فقد وضع كثير من أئمة اللغة ، منذ أواخر القرن الثاني وحتى أواخر القرن الرابع من الهجرة ، كتبا في الأنواء ، ذكروا فيها كل ما كان العرب يعرفونه في هذا الباب ، وجمعوا أقوالهم فيها من الأشعار والأسجاع والأمثال. وأضافوا إليها ماجد في الإسلام من معارف في هذا الباب أيضا ، مثل معرفة سمت القبلة في البلدان المختلفة ، ومواقيت الصلوات والصوم ، وما يتصل بذلك من مراقبة الشفقين والفجرين ، وطلوع الشمس وغروبها ، ورؤية الهلال وغير ذلك من المعارف.
__________________
(١) الفهرست ٢٧٧.