١٢٢٤ ـ زيد بن الدّثنة بن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الأنصارى البياضى :
شهد بدرا وأحدا ، وأسر يوم الرجيع ، مع خبيب بن عدى ، فبيع بمكة من صفوان بن أمية فقتله ، وذلك فى سنة ثلاث من الهجرة.
ذكره هكذا ابن عبد البر ، وما ذكره فى تاريخ يوم الرجيع ؛ ذكر فى ترجمة خبيب ما يوافقه. وذكر فى ترجمة خالد بن البكير ما يخالفه ؛ لأنه قال : وقتل خالد بن البكير يوم الرجيع ، فى صفر سنة أربع من الهجرة. انتهى.
وكلا القولين صحيح ؛ لأن من قال : إن الرجيع فى سنة ثلاث ، هو باعتبار أنه وقع قبل كمال السنة الثالثة ، من حين هاجر النبى صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة ، وكانت هجرته إلى المدينة ، فى أول ربيع الأول والرجيع فى صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة ، قبل تمام السنة الثالثة بشهر أو نحوه. ومن قال : إن الرجيع فى سنة أربع ، هو باعتبار أنه فى السنة الرابعة من سنى الهجرة. وهذا القائل حسب السنة التى وقعت فيها الهجرة كاملة مع نقصها تجوزا منه ، وحسب السنتين بعدها ، وكان الرجيع فى صفر بعد السنتين الكاملتين ، والسنة الناقصة ، وهو قد حسبها كاملة ، فيكون الرجيع فى الرابعة على هذا ، والله أعلم.
وقد بين ابن الأثير من خبر خبيب ، أكثر مما بينه ابن عبد البر ، فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة ، قال : أخبرنا أبو جعفر بن السمين ، بإسناده إلى يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة : أن نفرا من عضل والقارة ، قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد أحد ، فقالوا : إن فينا إسلاما ، فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا فى الدين ، ويقرئوننا القرآن ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم معهم خبيب بن عدى ، وزيد بن الدثنة ، وذكر نفرا ، فخرجوا حتى إذا كانوا بالرّجيع فوق الهدأة فأتتهم هزيل فقاتلوهم ، وذكر الحديث. قال : فأما زيد ، فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه ، فأمر به مولى له يقال له نسطاس ، فخرج إلى التنعيم ، فضرب عنقه. ولما أرادوا قتله ، قال أبو سفيان ، حين قدم ليقتل : ناشدتك الله يا زيد ، أتحب أن محمدا عندنا الآن مكانك نضرب عنقه ،
__________________
١٢٢٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٨٥٢ ، الثقات ٣ / ١٤٠ ، أسد الغابة ترجمة ١٨٣٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٩٩ ، الإصابة ترجمة ٢٦٠٥ ، الاستبصار ١٧٧ ، ٢٦٤ ، ٣٠٥ ، أصحاب ١٨٤ ، صفة الصفوة ١ / ٤٩ ، أزمنة التاريخ الإسلامى ٣ / ٦٢٥ ، الوافى بالوفيات ١٥ / ٤٥ ، المنتظم لابن الجوزى ٣ / ٧٢ ، ٢٠١ ، ٢٠٩ ، طبقات ابن سعد ٢ / ٤٢ ، ٣ / ٢٩٧).