حرف الراء
من اسمه راجح
١١٦٩ ـ راجح بن أبى بكر بن إبراهيم بن محمد القرشى العبدرىّ ، أبو محمد ، وأبو الوفا الميورقىّ ، الملقب بمخلص الدين :
ذكره المهدوىّ ، وقال بعد أن عرفه بما ذكرنا : أحد فضلاء ميور(١) وساداتها ، نشأ ببلاد المشرق ، وكان من أحسن الناس خلقا ، وألينهم عريكة ، وأكثرهم تواضعا وخشوعا ، وأحبهم فى الصالحين ، وأكثرهم إيثارا.
دخل حلب ، فكان شيخ الصوفية بها ، ثم ارتحل إلى بغداد ، فاهتزت لدخوله ، وبعث له الخليفة ضيافة وصلة عظيمة ، ومع ذلك فلا يبقى شيئا لكثرة إيثاره. وكان كثير العبادة ، لا تكثر عنده البتة ، ولا لنفسه عنده حظ ، دخلت إليه فى مرضه الذى توفى فيه ، يوم الأحد سابع شوال من سنة ثلاث وأربعين وستمائة ، وهو فى بيت سكناه فى الحرم الشريف ، فسألته عن حاله ، فنظر إلىّ وضحك وقال : غدا أدخل الحمام ، وبعد غد أستريح إن شاء الله تعالى ، فكان كما قال ـ رضى الله عنه ـ فاشتد عليه المرض فى غد ، فأدخل المارستان ، وفى بعد غد مات ، رضى الله عنه ، بعد صلاة الصبح ، وقد صلى الصبح ومات فى إثرها ، وارتج له الحرم.
وذكر أنه قرأ على أبى زكريا يحيى بن على المغيلىّ : كتاب الموطأ ، عن ابن الرّمّانة ، عن أبى البحر ، عن ابن عبد البر ، وكتب له بالإجازة أبو القاسم بن الحرستانىّ ، وأبو اليمن الكندى ، وعبد العزيز بن منينا ، وجماعة.
وذكره ابن منصور بن سليم فى تاريخه ، فقال : شيخ حسن ، كان من العلماء والمشايخ الصلحاء ، قدم الإسكندرية قبل الستمائة ، فسمع بها الحديث من أبى القاسم عبد الرحمن بن موقا الأبيارى ، وأبى زكريا يحيى بن على المغيلىّ وغيرهما ، وتفقه بها ، ثم انتقل إلى الشام مدة ، وتقدم على الصوفية بحلب ، وصحبته إلى بغداد ، ثم قدم الثغر زائرا ، فسمعت منه. وكان ثبتا صالحا ثقة.
__________________
(١) ميور : جزيرة فى البحر الشامى وهى قريبة من نابل الساحلية وهى جزيرة خصيبة تسمى ميور ، ويقال للجزيرة شكلة ميور. انظر : الروض المعطار ٣٤٢ ، الإدريسى ١٧ ، ٣٠.