الثناء هو لما فى المرء من خصال محمودة ، وقد قال النبى صلىاللهعليهوسلم على ما نقل ابن عبد البر ، عن مصعب الزبيرى ، لما أسر أبو وداعة السهمى يوم بدر : «تمسكوا به ، فإن له ابنا كيسا بمكة». يعنى المطلب بن أبى وداعة ، ولم يسلم المطلب بن أبى وداعة ، إلا فى يوم الفتح ،على ما ذكر ابن عبد البر. وقد وهى ابن عبد البر ، حديث من كان شريك النبىصلىاللهعليهوسلم ، وأفاد أقوالا فيمن كان شريكه ، فنذكر كلامه لما فيه من الفائدة ، قال : وقد ذكرنا أن الحديث فيمن كان شريك النبى صلىاللهعليهوسلم من هؤلاء مضطرب جدا ، منهم من يجعل الشركة للسائب بن أبى السائب ، ومنهم من يجعلها لأبى السائب ابيه ، كما ذكرنا عن الزبير الحافظ هاهنا ، ومنهم من يجعلها لقيس بن السائب ، ومنهم من يجعلها لعبد الله بن السائب ، وهذا اضطراب لا يثبت به شىء ولا يقوم. انتهى.
فكان ينبغى أن نذكر هنا ، ما قيل من أن السائب بن أبى وداعة ، كان شريك النبىصلىاللهعليهوسلم ، ولعله استغنى عن ذكره فى ترجمته. ومن كتاب الاستيعاب ، نقلنا هنا ما ذكرناه عن ابن عبد البر وابن هشام وابن إسحاق ، والزبير بن بكار.
وذكر ابن الأثير : أن اسم أبى السائب ، نميلة ؛ لأنه قال بعد أن ذكره كما ذكرنا ، وقيل : اسم أبيه نميلة ، قاله ابن مندة وأبو نعيم. انتهى.
فاستفدنا من هذا فى اسم أبى السائب قولين ، أحدهما : أن اسمه صيفى ، والآخر : نميلة ، وأخشى أن لا يصح. والله أعلم.
وقال ابن الأثير عقب ترجمة السائب بن أبى السائب ، قلت : قال بعض العلماء : أما السائب بن نميلة ، فرجل غير هذا ، له حديث واحد فى صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم ، وقال : لا نعلم أحدا من المتقدمين ، ذكر فى اسم أبيه نميلة ، ولا يبعد أن يكونا واحدا ، فإن ابن مندة وأبا نعيم ، رويا عن أبى الجواب ، عن عمار بن زريق ، عن أبى ليلى ، عن عبد الكريم ، عن مجاهد ، عن السائب بن نميلة ، عن النبى صلىاللهعليهوسلم ذكراه فى هذه الترجمة ، والله أعلم. انتهى.
١٢٤٤ ـ السائب بن عبد الله بن السائب الأنصارى الخزرجى ، القاضى أبو الغمر ـ بغين معجمة وراء مهملة ـ الطّنجىّ :
نزيل الحرمين ، سمع بمكة على الصفى الطبرى ، وأخيه الرضى ، بقراءة الوادى آشىّ مع الآقشهرىّ. ومن خط الآقشهرىّ ، نقلت نسبه هذا.
وقد ذكره ابن فرحون فى كتابه «نصيحة المشاور» فقال : كان من كبار الأولياء المتحلين بالعلم والعمل والزهد. وذكر أنه قرأ عليه الفرائض والحساب ، وأنه أقام بالمدينة
__________________
١٢٤٤ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ٢ / ١٣٦).