وهذا الحديث رواه النسائى والطبرانى ، ووقع لنا من حديث الطبرانى عاليا جدا ، وصرح أبو حاتم بصحبته ؛ لأنه قال : خالد بن عرفطة الليثى حليف بنى زهرة ، له صحبة. وقال الطبرانى : كان ـ يعنى خالد بن عرفطة ـ خليفة سعد بن أبى وقاص على الكوفة.
وقال خليفة بن خياط : لما سلم الأمر الحسن إلى معاوية ، خرج عليه عبد الله بن أبى الجوشن بالنحلة ، فبعث إليه معاوية خالد بن عرفطة العذرىّ ـ حليف بنى زهرة ـ فى جمع من أهل الكوفة ، فقتل ابن أبى الجوشن ، ويقال ابن أبى الحمساء.
قال ابن عبد البر : سكن خالد بن عرفطة الكوفة ، ومات بها سنة ستين ، وقيل سنة إحدى وستين ، عام قتل الحسين رضى الله عنه. وممن قال بهذا القول ، أبو بكر بن ثابت. وقال صاحبنا أبو الفضل الحافظ : قلت : وذكر الدولابى ، أن المختار بن أبى عبيد ، قتله بعد موت يزيد بن معاوية. فيكون ذلك بعد سنة أربع وستين. والله أعلم. انتهى.
١١١٢ ـ خالد بن عقبة بن أبى معيط أبان بن أبى عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الأموى :
أسلم يوم فتح مكة ، على ما ذكر ابن عبد البر ، وذكره الزبير بن بكار ، فقال : كان حسن المذهب. شهد الحسن بن علىّ من بين أهله وأمسكوه ، فتفلّت عنهم حتى شهده ، وهو الذى رثى سعيد بن عثمان بن عفان رضى الله عنهم فقال (١) [من البسيط] :
يا عين جودى بدمع منك تهتانا |
|
وابكى سعيد بن عثمان بن عفانا |
إن ابن زبية لم تصدق مودته |
|
وفر عنه ابن أرطأة بن سيحانا |
قال الزبير : أنشدنيهما عمى مصعب بن عبد الله هكذا. قال : يعنى : عبد الرحمن بن أرطأة بن سيحان المحاربى ، حليف بنى أمية ، قال : وكان مع سعيد بن عثمان حين قتله غلمانه من الصغد. فقال عبد الرحمن بن أرطأة يعتذر [من الطويل] :
يقول رجال (٢) : قد دعاك فلم تجب |
|
وذلك من تلقاء مثلك رائع |
__________________
ـ خالد بن عرفطة وسليمان بن صرد ، وكلاهما قد كانت له صحبة ، فقالا : سبقتمونا بهذا الرجل الصالح ، فذكروا أنه كان به بطن وأنهم خشوا عليه الحر ، قال : فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال : أما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من قتله بطنه لم يعذب فى قبره».
١١١٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٦٢٧ ، الإصابة ترجمة ٢١٨٨ ، أسد الغابة ترجمة ١٣٨٠).
(١) انظر نسب قريش ٤ / ١١١.
(٢) انظر نسب قريش ٤ / ١٤٠.