ابن الوليد ، كان على خيل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الحديبية. وإنما لم يستقم هذا ، وكذا ما أشرنا إليه أولا ؛ لأن فى سيرة ابن إسحاق ، تهذيب ابن هشام ، من حديث الزهرى ، عن عروة بن الزبير ، عن مروان بن الحكم ، والمسور بن مخرمة : أن خالد بن الوليد ، كان على خيل قريش يوم الحديبية ، فلا يصح على هذا أن يكون خالدا فى يوم الحديبية على خيل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا أنه أسلم قبل ذلك ، والله أعلم.
وكانت الحديبية فى ذى القعدة سنة ست ، وشهد خالد غزوة مؤتة ، فى سنة ثمان.
وأبلى فيها بلاء عظيما ؛ لأن فى يده اندقّ تسعة أسياف ، ولم يثبت فى يده يومئذ إلا صفيحة يمانية ، ويومئذ سماه النبى صلىاللهعليهوسلم : سيف الله. وشهد معه فتح مكة ، وكان على المجنّبة اليمنى مقدما على طائفة من المسلمين ، وأمره النبى صلىاللهعليهوسلم ، أن يدخل من أسفل مكة ، فدخل من اللّيط ، وقتل المشركين ، وأوجس من بقى منهم خيفة. ولذلك رأى بعض العلماء الشافعية ، أن ما قاتل فيه خالد من مكة فتح عنوة. والمشهور من مذاهب جماهير العلماء ، أن مكة أجمع فتحت عنوة ، والله أعلم. وبعثه النبى صلىاللهعليهوسلم بعد الفتح لهدم العزّى ، ففعل ذلك خالد ، وشهد غزوة حنين ، مع النبى صلىاللهعليهوسلم ، وقدم على طائفة من المسلمين ، وكان يقدمه على خيله من حين أسلم. وكانت قريش فى الجاهلية تقدمه على خيلها. وعاده النبى صلىاللهعليهوسلم بعد فراغ وقعة هوازن ، من جرح أصابه يوم حنين ، ونفث فى جرحه فانطلق ، وبعثه النبى صلىاللهعليهوسلم إلى الغميصاء ـ ماء من مياه جذيمة من بنى عامر ـ فقتل ناسا منهم ، لم يصب فى قتلهم ، فكره النبى صلىاللهعليهوسلم فعله ، وودى القتلى.
وذكر ابن الأثير : أن على بن أبى طالب رضى الله عنه ، أعطى قومهم ما ذهب لهم من مال. انتهى.
وبعثه إلى بالحرث بن كعب ، من مذحج ، فأتى بنفر منهم فأسلموا ، ورجعوا إلى قومهم بنجران ، وذلك فى سنة عشر. وفى سنة تسع ، بعثه النبى صلىاللهعليهوسلم إلى دومة الجندل ، فأتى بصاحبها وصالحه النبى صلىاللهعليهوسلم على الجزية. ولما ولى الصديق رضى الله عنه الخلافة بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أمر خالدا على قتال المرتدين من العرب ، فلقى فى سنة إحدى عشرة ببزاخة ، طليحة الأسدى وعيينة بن حصن الفزارى ، وقرة بن هبيرة القشيرى ، فقاتلهم بمن معه من المسلمين ، فأسر عيينة وقرة ، وبعث بهما إلى الصديق رضى الله عنه أسيرين ، فحقن دمهما ، وهرب طليحة نحو الشام ، ثم راجع الإسلام ، وأتى بمالك بن نويرة ورهط من بنى حنظلة إلى خالد رضى الله عنه ، فضرب أعناقهم. واختلف فى مالك بن نويرة ، فقيل قتل كافرا ، وقيل مسلما. وإنما قتله خالد لظن ظنه به ، وكلام سمعه منه. وقد أنكر