وذلك فى ذات الإله وإن يشأ |
|
يبارك على أوصال شلو ممزع |
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث ، فقتله. وكان خبيب هو سنّ لكل مسلم قتل صبرا الصلاة. انتهى باختصار باللفظ ، إلا قليلا فبالمعنى.
وذكر ابن عبد البر من خبر خبيب فى أسره وقتله نحو هذا.
وذكر أن ابن إسحاق قال : وابتاع خبيبا حجير بن أبى إهاب التميمى. وكان أخا الحارث بن عامر ، فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه.
وذكر عن ابن إسحاق أبياتا قالها خبيب حين صلب ، منها [من الطويل] :
إلى الله أشكو غربتى بعد كريتى |
|
وما جمع الأحزاب لى عند مصرعى |
فذا العرش صبّرنى (٣) على ما أصابنى |
|
فقد بضّعوا لحمى وقد ضل مطمعى |
وما بى حذار الموت إنى لميت |
|
ولكن حذارى حرّ نار تلفّع |
فلست بمبد للعدو تخشعا |
|
ولا جزعا إنى إلى الله مرجعى |
ثم قال : وصلب خبيب بالتنعيم ، وكان تولى صلبه عقبة بن الحارث ، وأبو هبيرة العبدرىّ. وذكر عن الزبير خبرا فيه : أن عقبة بن الحارث ، اشترى خبيب بن عدى من بنى النجار. وفيه ذكر جماعة شاركوه فى ابتياع خبيب. وهذا لا انتقاد فيه.
وأما الأول ، وهو كون خبيب من بنى النجار ، ففيه نظر ؛ لأنه أوسىّ. والله أعلم. وفى هذا الخبر أن الذى أعطت الموسى لخبيب امرأة عقبة بن الحارث. وفى الخبر الأول ، أنها بعض بنات الحارث.
وأما الصبى الذى تمكن خبيب من قتله. فهو أبو حسين بن الحارث بن عامر ، أخو عقبة بن الحارث. كذا فى كتاب ابن الأثير وغيره.
قال ابن عبد البر : وروى عمرو بن أمية الضّمرى ، قال : بعثنى رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، إلى خبيب بن عدى لأنزله من الخشبة ، فصعدت خشبته ليلا ، فقطعت عنه وألقيته ، فسمعت وجبة خلفى ، فالتفت فلم أر شيئا. انتهى.
وذكر ذلك ابن الأثير وزاد : فما ذكر لخبيب بعد رمّة حتى الساعة. انتهى.
وسيأتى إن شاء الله تعالى فى ترجمة زيد بن الدّثنة ، زيادة بيان فى تحقيق تاريخ يوم الرّجيع.
__________________
(٣) فى أسد الغابة ٢ / ١٢٣ : فذا العرش صيرنى على ما أصابنى ..