صلاح الدين يوسف بن أيوب ، وله بعدن بعض أوقاف كثيرة على مدرسته ورباطه بمكة.
وقد وقع لى نسخة من كتاب هذه الأوقاف ، وترجم فيها : بأمير الحرمين ، ولعل فوّض إليه الولاية عليهما. وله مدرسة مشهورة خارج سور دمشق ، وسبيل خارج باب الشبيكة فى صوب طريق التّنعيم ، على يمين المار إلى العمرة.
وقد عمر هذا السبيل بعده تاجر حضرمىّ من أهل عدن ، يعرف بأبى راشد ، فعرف به ، وعمره بعده الشهاب بركوت المكين.
وأما مدرسته ، فوقفت فى سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، وكذا الرّباط ـ فيما أظن والله أعلم.
وكان خروجه من اليمن هاربا ، متخوفا من الملك العزيز سيف الإسلام طغتكين ابن أيوب، أخى السلطان صلاح الدين ، لّما سمع بإقباله من الشام إلى اليمن واليا على جميعه.
وقبر الزّنجيلىّ بمدرسته التى خارج دمشق ، وهى بقرب الموضع المعروف بالسبعة. والدار المعروفة بدار الطعم ، وتعرف الآن مدرسته بدار السلسلة ، ويعرف رباطه برباط الهنود ، والمدرسة بأيدى بعض الأشراف من أولاد أمراء مكة.
وتوفى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ، على مقتضى ما ذكر ابن شاكر الكتبى. وفيه نظر.
١٩٦٥ ـ عثمان بن قيس بن طلحة بن العاص بن قيس السهمى :
ذكره هكذا الذهبى ، وقال : شهد فتح مصر مع أبيه ، وهو أول من قضى بمصر. وكان شريفا سريا. قاله ابن يوسف.
وهذا يدل على أن عثمان أول قضاة مصر. وكلام المزّى يدل على خلاف ذلك ؛ لأنه قال فى ترجمة عثمان بن صالح السهمى : إنه مولى قيس بن العاص بن قيس بن عدى بن سهم ، قاضى مصر لعمر بن الخطاب. وقال : ويقال إنه أول قاض تولّى قضاء مصر فى الإسلام.
__________________
١٩٦٥ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٤ / ٤٦٠ ، التجريد ١ / ٤٠٣).