أنت مضرور إلى ذلك ، وحلف عيه بالطّلاق لا بدّ من ذلك ، فأخذها عارية ، فلمّا مسك كراي جاء فشكا للنائب بأنه أخذ له دواة ومرملة وكان بعض الأكابر مطّلعا على الحال فحكى لنائب الشام فضرب موقع الرّحبة وعزله.
قال والدي : فقال : يا بني أبصر لو أخذنا الذهب والقماش كان صاحبه يطلبه أم لا ، وتحصل الفضيحة والتّعب فلذلك صبرت على رهن خاتمي وما ضرّنا ذلك ، ثمّ عزل بتخاص من صفد ، فاختار العود إليها على كتابة السرّ والخطابة بالجامع الظّاهري ، مكان والده ، واستقرّ أخوه برهان الدين إبراهيم الآتي ذكره في خطابة جامع جرّاح ، ثمّ وقع بينه وبين ابن حلاوات أمور يطول شرحها ، ثمّ أشرك بينهما في الوظيفتين ، وخطابة القلعة ، وطال الأمر ، فبلغ الأمير سيف الدين تنكز حين تولّى نيابة الشّام ذلك ، وكان الشيخ نجم الدين قد امتدحه بأبيات عظيمة أعجبته ، وذكر له فضله ودينه ، وورعه ، فطلبه وعرض عليه الإقامة بدمشق ، فقال : بل قصدي الخطابة ويأخذ ابن حلاوات كتابة السرّ ، فجمع بينهما بدمشق بين يديه وقال : أقرع بينكما ، فجعل كتابة السرّ بخمسمائة ، وجعل خطابة القلعة والمدينة بخمسمائة ، ثمّ خير الشيخ نجم الدين فاختار الخطابتين ، فقال لا بدّ من القرعة ، فاقرع بينهما ، فخرجت الخطابتين للشيخ نجم الدين ، فقال تنكز : الله أكبر قد جعله الله خطيبا ، فكتب إلى مصر أحضر له توقيعا بالخطابتين ، وهو عندي وأحضر أخاه برهان الدين لخطابة القلعة ، واستقرّ هو بخطابة المدينة ، ثمّ انقطع إلى الله عزوجل في طلب العلم الشريف اشتغالا واحتسابا ، حتّى وصل خبره شرق الأرض وغربها ، ولم يزل كذلك إلى أن مات ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ، وسنّة خمس وستون ، مات أخوه فجاء حضر ختمة ، ثمّ قام منها ووصل إلى بيته فمات من ساعته ، ومن عجيب ما اتفق أنّ جدّنا الشيخ كمال