الدين ، وولده الشيخ برهان الدين مرضا بالفالج كل منهما أربع سنين وماتا به ، والشيخ نجم الدين وولده كمال الدين ماتا فجأة ، وأمّا الشيخ نجم الدين كما ذكرنا ، وأمّا الشيخ كمال الدين وولده فصلّى الصّبح بالناس ، ثمّ دخل إلى بيته فمات من ساعته ، وولدي وولد أخي علاء الدين ماتا بذات الجنب رحمة الله عليهم أجمعين ، ولمّا مات رثاه جماعة من أصحابه ، ومن تلاميذه ، ومن ألطفها نظم القاضي شمس الدين بن الحافظ ناظر الجيش أنشد على قبره يقول : شعر :
تجلّت له في سرّه ليلة القدر |
|
فنقطها بالرّوح من شدّة البشر |
تبدت له والليل قد فاق شطره |
|
فلم يستطع صبرا إلى مطلع الفجر |
إمام قضى في خدمة العلم عمره |
|
فاعتقه الرّحمن في آخر العمر |
يحث إلى جنّات عدن ركابه |
|
فسارت كأمثال البروق التي تسر |
فلا قلب إلّا وهو سار وراءه |
|
ولا عين إلّا كالعيون التي تجر |
ولم ينشب بابنه بعده بكت عيون |
|
المعالي فقده أبد الدّهر |
فأكرم به نجما أضاءت علومه |
|
وكان هدى للنّاس في البرّ والبحر |
لئن أوحشت من مجالسه أنسه |
|
ومنبره فالأنس قد حلّ في القبر |
على أنّه لو كان في الموت حيلة |
|
تحيلتها من حيث أدري ولم أدر |
ولكنّني في العجز عن ردّ ما جرت |
|
عليه به الأقدار في أوسع القدر |
ورآه صاحبه القاضي شهاب الدين الوكيل في منامه على هيئة حسنة ، فقال له : ما فعل الله بك؟ فقال : أحضرني بين يديه وقال لي : يا شيخ ما أنت عندنا لا بقال ولا بزّاز ، بل أنت عندنا من العلماء ، ثمّ قال لي : ادخل الجنّة ، فدخلتها.