ولكنهم عندما عادوا إلى عكا الرملية نسيوا وعودهم ، ولم يذهبوا للبناء ، كما أنهم لم يسهموا بأي شيء من أجله ، وعندما عقدت هدنة مع سلطان دمشق عاد الملك ورجال الجيش الكبير إلى بلادهم ، وذهب أسقف مرسيليا بالحقيقة باسم البابا بندكتوس إلى القديسة مريم في صيدنايا ، وذلك بقصد الحج بناء على إذن السلطان ، وعندما كان ينتظر في دمشق لعدة أيام بناء على أوامر من السلطان سأله كثير من الناس مرارا ، واستوضحوا منه عما إذا كانت صفد سوف تعاد عمارتها ، وعندما سألهم لماذا يتقصون عن ذلك بإلحاح واستمرار ، أجابوه أنه مع بناء قلعة صفد سوف تغلق أبواب دمشق.
ولذلك عندما عاد الأسقف من دمشق فحص بدقة البلاد حتى صفد ، فلم ير أية قلعة باستثناء الصبيبة التي كانت بيد ابن أخي السلطان ، وعندما وصل إلى صفد وجد هناك كومة من الحجارة من دون وجود أي بناء ، وذلك حيث كان مرة قلعة مهمة ومشهورة ، واستقبل هناك بسرور كبير من قبل الراهب رينهاردوس دي كاروRainhardus de caro الذي كان القسطلان هناك في ذلك الوقت ، لكنهم لم يجدوا أي مكان هناك ليناموا فيه باستثناءgarbelarias (أردية منسوجة من الصوف والكتان ، أو ربما حشايا) حملهم خدم الراهب ، وعليهم عملوا أسرة لسادتهما.
وعندما تقصى الأسقف بعناية حول المحيط وحول منطقة القلعة ، ولماذا كان المسلمون خائفون إلى هذه الدرجة من بنائها ، وجد أنه لو بنيت القلعة سوف تكون دفاعا وأمانا ، ومثل الترس بالنسبة للصليبيين بعيدا حتى عكا ، ضد المسلمين ، ولسوف تكون قاعدة قوية وهائلة من أجل الهجوم ، ولتأمين الحاجيات والفرص للقيام بأعمال الانقضاض والغارات داخل أراضي المسلمين بعيدا جتى دمشق ، وبسبب بناء هذه القلعة سوف يفقد السلطان مبالغ ضخمة من المال ، وسوف يحتاج إلى