وتحكم نوابنا على ما به من الذخائر والأموال ، ونودي في أرجائه بالواحد الأحد ، واستديل للجمعة يوم الجمعة من يوم الأحد ، ونحن نحمد الله على هذا الفتح الذي أعاد وجه الإسلام جميلا ، وأنام عين الدين في ظل من الأمن مده ظليلا وألان من جانب هذا الثغر ما لا ظن أن سيلين ، وذلل من صعبه ما شرح به صدر الملك والدين ، فإنه حصن مر عليه دهر لم يدر فتحه بالأوهام ، ولا تطاولت إليه يد الخطب ولا همة الأيام وربما كان يجد منفسا فيدعو الملوك إلى نفسها فيتصامموا ويخطبهم وممرها أدنى حرب فيرغبوا في العزلة والمسالمة فيسالموا ، ألهاهم عن فخر فتحه الرغبة في رفاهية عيشة ظنوها راضية ، ووقف بهم دون السعي فيه همة لنزول الدنايا متغاضية ، وجنح بهم مراد السلم وإرادة السلم كانت عليهم القاضية ، والمجلس أيده الله يأخذ حظه من هذه البشرى ويقر بها عينا ويشرح بها صدرا ، ويحلي وجوه بشائرها من هذه المكاتبة ، على عيون الناس من كل حاضر وباد ، ويستنطق بها ألسن المحدثين في كل محفل وناد ، والله يحرس المجلس ويسهل بهمته كل مراد ، إن شاء الله تعالى.