الدين بلبان المستعرب وغيرهم ، فلما شارفوا دمشق سير إليهم الملك الناصر طيب قلوبهم فبعثوا فخر الدين إياز المقرىء يستحلفه لهم فحلف ودخلوا دمشق في العشر الآخر من شهر رمضان فأكرمهم الملك الناصر ، وأطلق للملك الظاهر ثلاثين ألف درهم ، وثلاث قطر بغال ، وثلاث قطر جمال ، وخيلا وملبوسا ، وفرق في بقية الجماعة الأموال والخلع على قدر مراتبهم ، وكتب إليه الملك المعز يحذره منهم ويغريه بهم ، فلم يصغ إليه ، وكان عين للملك الظاهر إقطاعا بحلب فالتمس منه الملك الظاهر أن يعوضه عن بعض ما كان له بحلب من الإقطاع بجينين وزرعين فأجابه إلى ذلك فتوجه إليهما ، ثم استشعر من الملك الناصر وتوجه بمن معه ومن تبعه من خشداشيته وأصحابه إلى الكرك ، فجهز صاحبها الملك المغيث عسكره مع الملك الظاهر نحو مصر ، وعدة من معه ست مائة فارس ، وخرج من عسكر مصر لملتقاه ، فأراد كسبهم ، فوجدهم على أهبة ، والتف عليه وعلى من معه عسكر مصر ، فلم ينج منهم إلا الملك الظاهر ، والأمير بدر الدين أيبك الخزندار ، وأسر سيف الدين بلبان الرشيدي.
وعاد الملك الظاهر إلى الكرك فتواترت عليه كتب المصريين يحرضونه على قصد الديار المصرية ، وجاءه جماعة كثيرة من عسكر الملك الناصر ، وخرج عسكر مصر مع الأمير سيف الدين قطز والأمير فارس الدين أقطاي المستعرب ، فلما وصل المغيث والظاهر إلى غزة انعزل إليهم من عسكر مصر عز الدين أيبك الرومي ، وسيف الدين بلبان الكافري ، وشمس الدين سنقر شاه العزيزي ، وعز الدين أيبك الجواشي ، وبدر الدين ابن خان بغدي ، وعز الدين أيبك الحموي ، وجمال الدين هارون القيمري ، واجتمعوا بالظاهر والمغيث بغزة ، فقويت شوكتهم وتوجها إلى الصالحية ، ولقوا عسكر مصر يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الآخر سنة ست وخمسين ، فاستظهرها عسكرهما أولا ، ثم عادت الكسرة عليه ،