عليه عبيدا وجواري وهجنا وبقرا ، وعن كل بالغ دينارا في كل سنة ، وكانت حدود مملكته من أقصى بلاد النوبة إلى قاطع الفرات ، ووفد عليه من التتر زهاء ثلاثة آلاف فارس ، فمنهم من أمره بطبلخاناة ، ومنهم من جعله أمير عشرة إلى عشرين ، ومنهم من جعله من السقاة ، وجعل منهم سلحدارية وجمدارية ، ومنهم من أضافه إلى الأمراء.
وأما مبانيه فمشهورة : منها ما هدمه التتر من المعاقل والحصون ، وعمر بقلعة الجبل دار الذهب ، وبرحبة الجامع قبة محمولة على اثني عشر عمودا من الرخام الملون ، وصور فيها سائر حاشيته وأمرائه على هيئتهم ، وعمر طبقتين مطلتين على رحبة الجامع ، وغشى لبرج الزاوية المجاور لباب السر ، وأخرج منه رواشن ، وبنى عليه قبة ، وزخرف سقفها ، وأنشأ جواره طباقا للمماليك ، وأنشأ برحبة القلعة دارا كبيرة لولده الملك السعيد ، وكان في موضعها حفير ، فعقد عليه ستة عشر عقدا ، وأنشأ دورا كثيرة برسم الأمراء ظاهر القاهرة مما يلي القلعة أسطبلات جماعة ، وأنشأ حماما بسوق الخيل لولده ، وأنشأ الجسر الأعظم والقنطرة التي على الخليج ، وأنشأ الميدان بالبورجي ، ونقل إليه النخيل من الديار المصرية ، فكانت إجرة نقله ستة عشر ألف دينار ، وأنشأ به المناظر ، والقاعات ، والبيوتات ، وجدد الجامع الأنور والجامع الأزهر ، وبنى جامع العافية بالحسينية ، وأنفق عليه فوق ألف ألف درهم ، وأنشأ قريبا منه زاوية الشيخ خضر ، وحماما ، وطاحونا ، وفرنا ، وعمر على المقياس قبة رفيعة مزخرفة ، وأنشأ عدة جوامع في أعمال الديار المصرية ، وجدد قلعة الجزيرة ، وقلعة العامودين ببرقة ، وقلعة السويس ، وعمر جسر سهم الدين بالقليوبية ، وجدد الجسر الأعظم على بركة الفيل ، وأنشأ قنطرته وبنى على جانبيه حائطا يمنع الماشي السقوط فيه ، وقنطرة على بحر ابن منجا ، لها سبعة أبواب ، وقنطرة بمنية الشيرج ، وقنطرتين عند القصير على بحر أبراس بسبعة أبواب أوسطها تعبر فيه المراكب ،