تغيير معالمها التي كانت عليه زمن الخليل صلىاللهعليهوسلم؟ وهم وإن لم يكونوا مكلفين إذ ذاك بشرع لكن أقرهم النبى صلىاللهعليهوسلم على ذلك وكذا الخلفاء رضى الله عنهم مع أنه يلزم عليه أن يكون الاستطراق من ذلك الباب المفتوح من جدار الكعبة حراما ، حيث كان الفتح حراما ، وكذا الدخول فى أحد فتحتى الحجر ، وقد دخل صلىاللهعليهوسلم والخلفاء من ذلك الباب الذى فى جدار الكعبة وأما دخوله صلىاللهعليهوسلم الحجر فهل ورد به حديث أولا؟ فإن الإمام (١) السبكى مع سعة اطلاعه قال فى رسالته منع الاستطراق من الباب والمستحق الإغلاق أنه لا يدرى هل دخله النبى صلىاللهعليهوسلم أو لا؟ ومن جهة إخراج جانب من البيت وهو المقدار المختلف فيه الداخل فى الحجر ويلزم من إخراجه إفساد طواف من طاف من داخله ، وهل الحجر بسكون الجيم كان الداخل منه زمن الخليل فى البيت هذا المقدار من الأذرع الستة أو نحوها؟ والباقى كيف كان؟ هل كان فى المسجد أو كان له حكم آخر فى زمن الخليل وإسماعيل صلىاللهعليهوسلم؟ وهل الجدار المميز للحجر من المسجد أحدثه أو لا هل هو سيدنا عمر رضى الله عنه كما أنه أول من عمل جدارا للمسجد الذى حول الكعبة أو قريش فعلت ذلك قبل الإسلام؟ وهل أساس الخليل صلىاللهعليهوسلم من داخل ذلك الجدار أو الجدار محاذيه؟ ومع هذا فقد نقل غير واحد أن قبر سيدنا إسماعيل صلىاللهعليهوسلم بالحجر فى البلاطة الخضراء وذلك من رأسها إلى ناحية الركن الغربى مما يلى بنى سهم ستة أشبار فعند انتهائها يكون رأس إسماعيل صلىاللهعليهوسلم على ما نص عليه عالم الحجاز المحب الطبرى ، وذكر الإمام الشامى من حديث أبى جهم أن إسماعيل صلىاللهعليهوسلم توفى بمكة فدفن بالحجر مما يلى الكعبة وهناك قبر أمه هاجر دفن معها وكانت توفيت قبله ، ثم ذكر عن ابن الزبير رضى الله عنهما أنه لما كشف عن أساس إبراهيم صلىاللهعليهوسلم فوجده داخلا فى الحجر ستة أذرع وشيئا ، وأصاب قبرا فقال : «هذا قبر أم إسماعيل صلىاللهعليهوسلم» فاقتصر على الإخبار بأنه قبر أم إسماعيل ولم يقل : «قبر إسماعيل» مع أفضليته ، ونقل بعضهم أن قبر إسماعيل بالحطيم فما الأصح من ذلك؟ وهل المراد بالحطيم الحجر؟ وهل المراد أنهما مدفونان فى المقدار الذى كان داخلا فى البيت زمن
__________________
(١) انظر القول فى رسالة ابن حجر الهيثمى «المناهل القوية» ، لوحة ٦.