سنة هذا وقيل السبت فى عزم تبع على هدم البيت أن جماعة من هذيل ممن يحسد قريشا حشدوا لتبع هدم الكعبة ، وأن يبنى بيتا عنده ويصرف حجاج العرب إليه فلما سار لهذا القصد حصل له ما حصل فأقلع عن ذلك كما تقدم وأمر بقتل المضلين ثم لما قدم مكة كان سلاحه بالموضع المعروف ص ١٥٦ بتبعان فلذلك سمى به ، وقيل بغير ذلك وكانت خيله بالمكان المعروف بأجياد فسمى بذلك لذلك وقيل بغير ذلك وكانت مطابحه فى الشعب المعروف بعبد الله بن عامر بن كرمز فلذلك سمى الشعب بالمطابح وأقام بمكة أياما ينحر كل يوم مدة إقامته مائة بدنة لا يأكل هو ولا أحد ممن فى عسكره منها شيئا بل يردها الناس ثم الطير ثم السباع وأما أبرهة بن الصباح هو الأشرم المكنى بأبى مكيوم على ما ذكره الأزرقى فى تاريخ مكة صاحب الفيل من التبابعة ، ولا يقال له تبع لأنه كما فى المرآة وغيرها لم يكن من بيت الملك وإنما تغلب على أرباط بغير أمر النجاشى وذلك لأن النجاشى جهز جيشا عظيما لتخريب اليمن وأمر عليهم رجلا يقال له أرباط بن أتمم وكان من جملة الجيش أبرهة بن الصباخ صاحب الفيل فبعد أن ملك أرباط اليمن وضرب حصونها صار يعظم الأغنياء ويذل الفقراء فطمع أبرهة فى الملك واتفق مع جماعة كثيرين على ذلك فعلم أرباط بذلك ، فتقاتل معه فضربه أرباط بحربة به فأشرمت عينه وأنفه وشفته فسمى الأشرم وأنزم ، وكان قصيرا دميما ثم أنه قتل أرباط وأجمع الجندى على أبرهة فعند ذلك بلغ النجاشى فغضب ، وحلف أنه لا بد أن يطأ أرض أبرهة وأن يحلق ناصيته وقال تعدى على أميرى وقتله وكان أبرهة حاذقا فحلق رأسه وملأ جرابا من الأرض وكتب إلى النجاشى أيها الملك إنما كان أرباط عبدا من عبيدك ، وليس له خبرة بسياسة المملكة وأنا خير منه ، وقد بعثت لك بناصيتى وتراب فى جراب من تراب اليمن لتضعه تحت قدميك فرضى النجاشى عنه وأعجبه فهمه وأقره على أرض اليمن وأبرهة بن الصباخ هذا هو الذى قصه البيت الحرام فهو ملك اليمن من قبل النجاشى دره فى المرأة بأن أصحن ابن النجاشى الذى كان فى زمن الفيل وأصحن هذا أدرك البعثة وأسلم وصلى النبى ، ونعاه للصحابة ولنذكر قصة أصحاب الفيل وما جرى عليهم من العذاب