فيجلس على الحجر قال السيد : وأصله ما روى الطبرانى برجال ثقات عن محمد بن فضاله وكان ممن صمت النبى صلىاللهعليهوسلم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتاهم فى ومسجد بنى ظفر فجلس على الصخرة التى فى المسجد الذى ببنى ظفر اليوم ومعه عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وأناس من أصحابه وأمر النبى ، قارئا فقرأ حتى هذه الآية «فكيف إذا جئنا من كل آمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا» فبكى النبى صلىاللهعليهوسلم حتى اضطربت لحيته فقال «أى رب شهيد على من أنا بين ظهرانيه فكيف بمن لم أر قال السيد : وليس بهذا المسجد اليوم حجر يجلس عليه إلا ما فى كتف بأنه عن يمين داخله قال المطري وعند هذا المسجد آثارا فى الحرة عن جملة القبلة يقال : إنها أثر حافر بغلة النبى صلىاللهعليهوسلم وفى غربية أى غربى أثر الحافر أثر على صخر كأنه * ص ١٩٥ أثر مرفق يذكر أن النبى صلىاللهعليهوسلم اتكأ عليه ووضع مرفقه الشريف عليه وعلى حجر آخر أثر أصابع والناس يتبركون بها ووصف ابن النجار هذا المسجد فى زمنه وقال : أنه يعرف بمسجد البغلة وأن خراب وفيه أسطوان واحد وحوله فشد من الحجارة فيها أثر يقولون : أنه أثر حافر بغلة النبى صلىاللهعليهوسلم انتهى قال السيد : وبه حجر رخام فيه خلد الله الإمام أبا جعفر المنصور المنتصر بالله عمر سنه ثلاث وستمائة وذرعته وكان مربعا طوله من القبلة إلى الشام أحد وعشرون ذراعا ومن المشرق للمغرب مثل ذلك. انتهى قلت : وفات القسطلانى وغيره ما رواه الحافظ أبو نعيم فى دلائل النبوة والبيهقى أن بعض شعاب مكة حجرا أصم استروح إليه النبى صلىاللهعليهوسلم فى صلاته فلان له الحجر حتى أثر فيه بذراعيه وساعديه وذلك مشهور وروينا أيضا أنه صلىاللهعليهوسلم استتر من المشركين يوم أحد فمال برأسه إلى الجبل ليخفه شخصه عنهم فلين الله له من الجبل حتى أدخل فيه رأسه وما وقع فى حديث الهجرة لسراقة بن حجم صحيح مشهور وما ذكرت السيد من حديث مسجد البعلة وما فيه ذكرة الأزرقى وغيره والله أعلم وأما حديث الحافظ ورزين فسنده ضعيف ولا يلزم من ضعف السند ضعف المتن وقد تلقى الناس ذلك بالقبول وتلقى العامة للحديث الضعيف بالقبول يقويه ويصير حجه يعمل بعض الأحكام وغيرها نص عليه الإمام الشافعى ـ رحمهالله تعالى ـ وقد اعتصر هذا الحديث بما ذكرناه من الشواهد كما ترى فظهر بل ثبت أنه له أصلا أصيلا والله الموفق وهو حسبى