موضعه الآن هل هو موضعه فى زمن النبى صلىاللهعليهوسلم كما ذكر بن أبى مليكة أولا كما قال مالك ثم ما ذكره القاضى فى روايه أنه صلىاللهعليهوسلم صلى خلف المقام إلى آخره ، ولا تقتضى أن الصلاة خلف المقام على هذه الصفة من كونه فى محله الآن ، لأن هناك روايتين كما بينه الفاسى أحداهما مفسرة للأخرى وذلك أن الأزرقى قال : حدثنى جدى حديثا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريح عن محمد بن عباد ابن جعفر عن ابن السائب «أن النبى صلىاللهعليهوسلم يوم الفتح فى وجه الكعبة حذو الطرفة البيضاء ، ثم رفع يديه فقال هذه القبلة وحديث أسامة يوافق ، وفى الصحيح من حديث أسامة بن زيد ـ رضى الله عنهما ـ الموافق فى المعنى لحديث بان السائب «أن النبى صلىاللهعليهوسلم لما دخل البيت دعى فى حوالبه كلها ، ولم يصل ، حتى خرج فلما خرج ركع قبل البيت ركعتين ، وقال هذه القبلة أخرجاه وقال النسائى سبح فى نواحيه وكبر ولم يصل ثم خرج وصلى خلف المقام ركعتين ثم قال هذه القبلة قال الفاسى ولا منافاة بين قول اسامة فى بعض طرق حديثه ركع قبل البيت ، وبين قوله فى بعض طرق حديثه ، وصلى خلف المقام ركعتين لأن المقام كان فى وجه الكعبة على ما ذكر بن عقبه فى مغازيه ، وغيره يكون قوله صلى خلف المقام مفسر لقوله : ركع قبل البيت لينتفى التعارض بين حديثية وهذا أولى من حمل قوله على أنه صلى خلف المقام فى موضعه اليوم لأنه إذا حمل على ذلك يفهم منه التناقض بين الحديثين. والله أعلم وإذا كان حديث ابن السائب يقتضى أن النبى صلىاللهعليهوسلم عند الكعبة فى يوم الفتح ، وقال : هذه القبلة واقتضى ذلك أيضا حديث أسامة ففى ذلك دليل على اتحاد المصلى الذى ذكره أسامة ، وابن السائب فلا يحسن حينئذ عدهما مصليين ، والله أعلم ، والظاهر أن المصلى الذى ذكره اسامة والمصلى الذى ذكره ابن السائب هو موضع المقام فى الجاهلية عند الكعبة وقد سبق الخلاف فيه هل هو عند الكعبة فى نصف الحفرة المرضمة فى وجه الكعبة مما يلى الحجر بسكون الجيم أو هو عند الكعبة خارج عند الحفر بمقدار ذراعين وثلثى ذراع بالحديد ، مما يلى الحفرة من جهة الحجر بسكون الجيم والقول الأول : وافق قول سعيد بن جبير والثاني : يوافق قوله ابن سراقه والله أعلم بالصواب ووجدت بخط الرضى بن خليل المكى مفتى الحرم ما يقتضى أن النبى صلى بين