هذه الحفرة ، وبين الحجر بسكون الجيم ، وأن الدعاء مستجاب فيه ، والظاهر ـ والله أعلم ـ أن هذا المصلى هو المصلى الذى ذكره اسامة وابن السائب وأما الحفرة المرضمة فى وجه الكعبة ، فذكر الشيخ الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الشافعى أنها المكان الذى صلى فيه جبريل بالنبى صلىاللهعليهوسلم الصلوات الخمس حين فرضها الله على أمته ، قال القاضى عز الدين بن جماعة : ولم أر ذلك لغيره وفيه بعد. انتهى وقد نقل عن شيخ اليمن علما وعملا أحمد بن موسى بن العجيلى ما يوافق ما ذكره بن عبد السلام فى الحفرة المذكورة ، وأنه حقق ذلك بطريق الكشف بعد أن سأله عن ذلك الرضى الطبرى أمام المقام شيخ شيوخنا هكذا بلغنى ـ والله أعلم ـ وقد سبق ما يقتضى أن نصفها الذى يلى الحجر بسكون مصلى الآية وهذا أحد المواطن ص ١٧٧ * التى وافق عمر فيها ربه فى ذكر شيء ، من أخبار الحجر الأسود روينا فى تاريخ الأزرقي ، عن ابن إسحاق وغيره «أن الله عزوجل استودع الركن أبا قبيس حين غرق الأرض فى زمن نوح عليهالسلام وقال : إذا رأيت خليلى يبنى بيتا فأخرجه له فلما بنى الخليل البيت جاءه جبريل عليهالسلام ، بالحجر الأسود ، فوضعه الخليل للناس بعد الغرق ذكرة الزبير بن بكار وهذا يخالف ما سبق ـ والله أعلم ـ وقال ابن اسحاق بعد أن ذكر إخراج بنى بكر بن عبد مناف بن كنانة وغبشان ابن خزاعه لجرهم من مكه فخرج عمرو بن الحرث بن مضاض الجرهمى يقرأ إلى الكعبة وبحجر الركن فدفنهما فى زمزم وانطلق ، هو ومن معه من جرهم إلى اليمن ، وذكر الزبير معنى ذلك كما سيأتى ـ إن شاء الله تعالي ـ وذكر ابن عائد الدمشقى فى مغازيه ما يقتضى أن جرهما حين خرجوا من مكة فعلوا فى الحجر الأسود وغير ما ذكره ابن اسحق لأنه ذكر خبرا عن أم سلمة فيه شىء من شأن أم جرهم وخروجهم من مكة إلى اليمن ، وفيه شىء من شأن قصى من كلاب ، وما ولد له من أولاد من حين بنت حليله وفيه فقال قصى لامرأته : قولى لجدتك تدل نبيك على الحجر ، فلم يزل بها حتى قالت : إنى أعقل أنهم حين خرجوا إلى اليمن سرقوه ونزلوا منزلا ، وهو معهم فبرك الجمل الذى عليه فضربوه ، فقام ثم ساروا فبرك فضربوه ، ثم قام فبرك الثالثة ، وقالوا : أما برك من أجل الحجر فدفنوه ، وذلك فى أسفل مكة وإنى أعرف حيث برك فخرجوا