وكم من صحيح بات للموت آمنا |
|
أتته المنايا بغتة بعد ما هجع |
فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة |
|
فرارا ولا منه بقوته امتنع |
وأصبح تبكيه النساء مقنّعا |
|
ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع |
وقرّب من لحد فصار مقيله |
|
وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع |
فلا يترك الموت الغنيّ لماله |
|
ولا معدما في المال ذا حاجة يدع |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأ الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوه ، أنبأ أبو الحسن اللبناني ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا إسحاق بن يحيى العبدي ، نا عثمان بن عبد الحميد ، قال : دخل سابق البربري (١) على عمر بن عبد العزيز ، فقال له عمر : عظني يا سابق وأوجز ، قال : نعم يا أمير المؤمنين ، وأبلغ إنشاء الله فقال : هات ، فأنشده :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى |
|
ووافيت بعد الموت من قد تزودا |
ندمت على أن لا تكون شركته |
|
وأرصدت قبل الموت ما كان أرصدا |
فبكا عمر حتى سقط مغشيا عليه (٢).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو القاسم بن البسري ، وأبو محمّد بن أبي عثمان ، قالوا : أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبّر (٣) ، أنبأ أبو بكر محمّد بن القاسم ، نا أحمد بن محمّد الأسدي ، قال : أنشدنا الرياشي لسابق البربري (٤) :
ألا ربّما صار البغيض مصافيا |
|
ومال عن العهد الصديق المتاقن |
فلا تغترر ما عشت من متجمل |
|
بظاهر ود قد تغطّي البطائن |
قال الرياشي : المتاقن : المؤانس المعاشر ، وأنشد لابن مقبل :
يقول الذي أمسى إلى الحزن أهله |
|
بأي الحشا أمسى الخليط المتاقن (٥) |
__________________
(١) بالأصل وم : اليزيدي.
(٢) الخبر والشعر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٤٠٧٤ والبيتان في الوافي بالوفيات ١٥ / ٧٠.
(٣) ضبطت بضم الميم وفتح الجيم وكسر الباء الموحدة المشددة ، عن الأنساب وهذه النسبة إلى من يجبر الكسير ، ذكره السمعاني وترجم له.
(٤) بالأصل وم : اليزيدي.
(٥) الخبر والشعر في بغية الطلب ٩ / ٤٠٧٥.